مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد القائد سامي الشيخ خليل ÙÙŠ ذاكرة والده
كان التاريخ Ù…ØÙوراً هناك.. ÙÙŠ ØÙŠ الشجاعية.. عندما التقت أقمار Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين على دوار الشجاعية وهم: (Ù…Øمد الجمل، سامي الشيخ خليل، زهدي قريقع، Ùايز الغرابلي، Ø£Øمد Øلس)ØŒ وجهاً لوجه مع جنود العدو ورجال مخابراته، واشتبكوا معهم بعد شهور من الملاØقة والمطاردة التي أثخنت الاØتلالَ وعملاءه. Ùارتقى الشهداء الخمسة وقد سبقهم Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ØµÙˆØ±ÙŠ شهيداً إلى علياء المجد مسطرين أروع آيات العز والÙخار، Ùتوزع دمهم على جداول وأنهار Ùلسطين معلنا بدء Ùيضان وطوÙان الثورة المباركة.
كان دم "النشامى" قبل ذلك بأيام رصاصات ÙÙŠ وعي الأمة لتÙيق من سباتها، ليدخل الشعب الÙلسطيني معها أهم Ù…Øطة ÙÙŠ تاريخه المعاصر، وتدخل الأمة معها أجمل Ù„Øظاتها ÙÙŠ النهوض والثقة بالنÙس وليرتقي الشهيد البطل سامي الشيخ خليل مضرجاً بدمائه الزكية ويلتØÙ‚ بركب الصØابة والصديقين والشهداء.
إصرار على المضي
ÙÙŠ منزل عائلة الشهيد سامي الشيخ خليل بمنطقة ØÙŠ الشجاعية التقى الاعلام الØربي والده الØاج "أبو عبد الرØمن" -82 عاماً- والذي رسمت السنين على Ù…Ù„Ø§Ù…Ø ÙˆØ¬Ù‡Ù‡ المشرق بالأمل تاريخاً طويلاً من المعاناة والعذابات، Ùيما تزينت جدران غرÙØ© الضياÙØ© بصور الشهيد سامي لتØكي قصة بطل ØÙر لنÙسه اسماً ÙÙŠ قلب كل Ùلسطيني عاشق لترابه ومقدساته المباركة.
ما إن بدأنا بالسؤال عن الشهيد سامي Øتى تهلل وجه والده وقد اعتلت جبهته ابتسامة أخÙت خلÙها Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Øزن تراكمت على جسده المنهك من الإعياء والتعب، Ùأخذ يقول: "قبل ثلاثة وعشرين عاماً التقيت به بعد هروبه ورÙاقه من سجن غزة المركزي ثلاثة مرات، وطلبت منه ÙÙŠ اللقاء الأخير بعدما اشتد علينا تضييق الاØتلال أن يهرب كما Ùعل بعض زملائه، لكنه أصر على البقاء، قائلاً كلمات لازال صداها يدوي ÙÙŠ أذني: (الخروج من غزة ليس عائقا أمامنا، Ùبإمكاننا ÙÙŠ يوم وليلة أن نساÙر لأي بلد نختاره، لكن اعذرني يا والدي Ùقد اخترت ورÙاقي البقاء على هذه الأرض المباركة لنطهرها من دنس بني صهيون، أو نموت Ùوق ترابها شهداء لنØيي بدمائنا Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹Ø²Ø© والكرامة ÙÙŠ شباب أمتنا)".
وتابع Øديثه: "أيقنت ساعتها أن Øياة نجلي ورÙاقه على هذه الدنيا باتت مجرد أيام وربما ساعات وستنتهي، Ùالعدو الصهيوني يمتلك أعتى ترسانة عسكرية واستخباراتية ÙÙŠ المنطقة ولديه العملاء المندسين ÙÙŠ صÙو٠شعبنا، سخرها جميعها للوصول إليهم.. وهو ما كنت أخشاه طوال Ùترة مطاردتهم، Øتى أنني طلبت منه عدم Ù…Øاولة رؤيتي لأننا نخضع لمراقبة شديدة من الاØتلال وأعوانه".
وتعرضت عائلة الشهيد ÙÙŠ تلك الÙترة لشتى صنو٠الضغط والتضييق لإكراهها على الإدلاء بأي معلومات عن مكان اختبائه أو على الأقل تزويدها بمعلومات عنه، وقد تمت مداهمة المنزل عشرات المرات، وتكسير الأثاث والشتم والتهديد والوعيد. ولقد اعتقل والده وأخوه ÙÙŠ السجن لمدد قصيرة متÙاوتة، كان آخرها اعتقال الوالد لمدة 18 يوماً ÙÙŠ Ù…Øاولة لإرغامه على الإبلاغ عن مكان وجود سامي بشتى الطرق، ولكن كل Ù…Øاولاتهم باءت بالÙشل.
أنار طريقه بالإيمان
وأشار أبو عبد الرØمن إلى أن نجله الشهيد كان منذ صغره ملتزماً بالمسجد ومØباً للمسلمين ÙÙŠ بقاع الأرض، لاÙتاً إلى أنه ÙÙŠ Ø£Øد الأيام تغيّب سامي على غير عادته عن البيت لمدة يوم وليلة، الأمر الذي أصاب أسرته بØالة من القلق عليه، ليكتشÙوا أن سبب غيابه أنه ذهب إلى مدينة القدس للرباط ÙÙŠ المسجد الأقصى والتصدي لتØرشات المستوطنين اليهود المستعرة.
ميلاده
ويذكر أن الشهيد سامي الشيخ خليل قد أشرقت شمس ميلاده ÙÙŠ عام 1964Ù… بØÙŠ الشجاعية شرق مدينة غزة، ودرس ÙÙŠ المدارس Øتى الص٠الثالث الإعدادي، ثم تعلم ÙÙŠ الصناعة "باتØاد الكنائس بغزة" قسم الØدادة، ÙˆØصل بعدها على شهادة، وتتكون أسرته من شقيقين وخمس أخوات، وتوÙيت والدته عام 1986Ù….
انتماؤه Ù„Ùلسطين والجهاد
كان Ùؤاد الشهيد جهادياً منذ صباه، ينبض بالمقاومة والجهاد ضد العدو المØتل، ويذكر والده أنه ÙÙŠ سنة 1985 كان الشهيد سامي يسير ÙÙŠ المدينة مع بعض أصدقائه، وكان يلبس الكوÙية الÙلسطينية، Ùاعتقله جنود الاØتلال مع أصØابه، وعند الإÙراج عنه عاتبه أصدقاؤه وبشدة على موقÙÙ‡ Ùأجابهم بعناده المعهود بأن (الجهاد لا يعر٠الوسطية أو الخوÙ)ØŒ مشيراً إلى ما كان يتمتع به الشهيد من شجاعة وصلابة ÙÙŠ الموق٠وجرأة منقطعة النظير وقلب لا يعر٠الخوÙ.
اعتقاله
ÙˆÙÙŠ مطلع عام 1986 اعتقل الشهيد سامي مع قريب له منظم ÙÙŠ Øركة ÙتØØŒ Øيث ذهبا معاً لردع Ø£Øد العملاء، ومنذ الأيام الأولى لاعتقاله تعر٠الشهيد على Øركة الجهاد الإسلامي، وانتمى إلى مشروعها الثوري ليكون أول الشموع المضيئة التي أنارت بيت المقدس وكل أكنا٠Ùلسطين. ويؤكد أبو عبد الرØمن بأن سامي قضى Ùترة Ù…Øدودة ÙÙŠ سجون الاØتلال منعت أسرته من زيارته مرتين بسبب ضربه لأØد السجانين ضرباً مبرØاً ÙÙŠ Ø¥Øدى الممرات، Øيث كان الشهيد يجيد لعبة "الكاراتيه" وكان على وشك الØصول على الØزام الأسود.
الهروب لمواصلة الجهاد
ÙˆØول عملية الهروب الشهيرة يقول والده: "أثناء وجود الشهيد سامي ÙÙŠ السجن ÙˆÙÙŠ Ø£Øد الأيام جاء جنود جيش الاØتلال بكثرة، وبصورة Ù…Ùاجئة Ø£Øاطوا البيت من كل الجهات، عندها Ùهمنا ضمناً أن سامي Øصل معه شيء، وبالÙعل، سمعنا بعدها مباشرة من الأخبار عن الهروب من سجن غزة المركزي (السرايا)".
عندما هرب الشهيد سامي مع إخوانه من السجن استقر بهم المقام ÙÙŠ Ø£Øد البيوت بمدينة غزة، كان منظر الشهداء غير مألو٠على الإطلاق ÙÙŠ زمن سقطت Ùيه كل البنادق، كان الشهداء يمتشقون سلاØهم وهم يتبادلون النكت على الجندي الصهيوني الذي لا يهزم ومدى هشاشة الكيان الصهيوني أمام بسالة المجاهدين الربانيين، وإØدى هذه النكت كانت بعد اغتيال مسئول الشرطة العسكرية ÙÙŠ قطاع غزة، الضابط "رون طال".
وهي عند موق٠جباليا وسط غزة، Øيث لاØظ الشهيد سامي ورÙيقه Ù…Øمد Ø£Øد رجال المخابرات وهو يجلس ÙÙŠ Øالة من الاسترخاء ÙÙŠ سيارته من بين السيارات التي ازدØÙ… بها موق٠جباليا، كأنه آمن على Øياته، Ùتقدم Ù†Øوه الشهيد سامي بمسدسه الذي صوبه على رأس رجل المخابرات وضغط على الزناد Ùلم يخرج الرصاص وانتبه ضابط المخابرات Ùضرب بيد سامي ليسقط من يده المسدس، ولكن سامي تØرك ÙÙŠ الوقت المناسب وسØب يده بقوة، وأنزل الأمان بسرعة وأطلق من مسدسه خمس رصاصات أطاØت بكبرياء العدو الغاصب على امتداده.
ومن المÙارقات المضØكة أن اغتيال الضابط الصهيوني جاء ÙÙŠ يوم عيد الأضØÙ‰ المبارك وكان الشهداء يضØكون، وكان سامي يومها مصابا بالأنÙلونزا ونائماً ÙضØÙƒ الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆÙ‚Ø§Ù„ له مازØاً: "آه يا سامي.. الله ما ÙÙŠ Øدا مثل سامي ضØÙ‰ يوم العيد بالضابط، Ù†ØÙ† بقينا بدون أضاØÙŠ". ولقد كانت هذه الÙترة مرØلة جهاد كبرى قادها الشهيد سامي وإخوانه أوقعت عديداً من جنود وضباط العدو ومستوطنيه بين قتلى وجرØÙ‰ وبثت الÙزع ÙÙŠ أوساط أجهزة العدو، وخرجت الصØ٠العبرية آنذاك بعناوين عريضة "الجهاد الإسلامي اسم جديد يثير الرعب ÙÙŠ غزة" وبدأت شوارع غزة التي كانت تزدØÙ… بالمستوطنين وضباط المخابرات تتطهر من دنسهم وتعود لتاريخها المليء بالبطولات والعصيّ على الانكسار لأي Ù…Øتل غاشم.
استشهاد الÙارس
ÙÙŠ مساء يوم 06/10/1987Ù… كانت عصبة الإيمان ÙÙŠ سيارتين الأولى تضم الشهداء (Øلس وقريقع) والثانية تضم الشهداء (الجمل وسامي الشيخ خليل) وغيرهم ممن لم تكتب لهم الشهادة، كان الأبطال كما يبدو ÙÙŠ مهمة جهادية أو استطلاعية لأنهم كانوا معاً وبأسلØتهم، وكان العدو ينصب كميناً لهم قبالة مسجد التوÙيق بالشجاعية وتركوا السيارة الأولى تمر دون اعتراض، وعندما وصلت السيارة الثانية اعترضوها ووق٠ضابط مخابرات صهيوني وقال Ø¨ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø±Ø©: "سلّم Ù†Ùسك يا سامي" Ùعندها أسرع سامي بإطلاق الرصاص عليه من مسدسه Ùأرداه قتيلاً على الÙور، وكان هذا الضابط -كما كشÙت التÙاصيل Ùيما بعد- هو الذي Øقق مع سامي ÙÙŠ السجن Ùضغط بالتهديد عليه كثيراً، Ùصرخ سامي ÙÙŠ وجهه: "سو٠أقتلك ولو آخر يوم ÙÙŠ Øياتي". ÙˆÙÙŠ آخر يوم بØياة الشهيد رØمه الله أطلق سامي رصاصة الوÙاء للعهد والقسم على رأس الجلاد ÙأوÙÙ‰ بوعده كاملاً، وبعدها بدأت المعركة التي انتهت باستشهاد الÙرسان الأربعة بعد مطاردة السيارة الأولى.
وقد وقعت المعركة مقابل مسجد التوÙيق الذي تربى Ùيه سامي وبلور عقليته ورؤيته الجهادية الØضارية، Ùكما كان المسجد شاهداً على Øياته كان شاهداً كذلك على استشهاده.
عرس لم نشهده
ÙˆØول مراسم تشييع الشهيد سامي، يقول جاره Ø£. نبيل أبو سرية: "بعد اندلاع معركة الشجاعية وشيوع خبر استشهاد الأقمار الخمسة، عمت مواجهات عنيÙØ© مدن قطاع غزة والضÙØ© الغربية كاÙØ© بما Ùيها القدس، ÙÙŠ المقابل Ùرضت قوات الاØتلال منعا للتجوال لمدة ثلاثة أيام، ÙˆØالت دون تشييع الشهداء ÙÙŠ موكب جنائزي مهيب، Øيث طلبت من والد الشهيد اختيار عدد Ù…Øدود من أبناء عائلته Ù„Øضور مراسم دÙنه".
ويضيÙ: "لكن ذلك لم يمنعنا من ÙØªØ Ø¨ÙŠØª عزاء للشهيد استمر لأكثر من عشرة أيام، Øضره ÙˆÙود من جميع مدن Ùلسطين المØتلة عام 48ØŒ والقدس والضÙØ© الغربية، ناهيك عن المؤسسات والأطر المختلÙØ© ÙÙŠ قطاع غزة" مؤكداً على أن الØضور الكبير للمواطنين من كل أرجاء الوطن كان بمثابة تأييد شعبي لمسير الأبطال، والنواة الأولى التي انطلقت عبرها انتÙاضة الØجارة بعد أقل من شهرين على استشهادهم.
هكذا صعدت Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ø´Ù‡Ø¯Ø§Ø¡ الأربعة إلى خالقهم تسبقهم إليه دماؤهم الطاهرة وشوقهم إلى الجنة، وهكذا يا سامي، وهكذا.. يا سيدي يرتقي الرجال، Ùكما سبقك القسام ÙˆÙ…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆÙ…Ø¹Ùƒ الجمل ÙˆØلس وقريقع.. ارتقى بعدك علي العماوي وخالد Ø´Øادة وعماد عقل وياسر النمروطي وهشام Øمد وهاني عابد.. وهكذا هو الدم يرسم Ø£ÙÙ‚ المرØلة شاهداً على امتلاكها Ù…Ùردات القوة.
(المصدر: موقع سرايا القدس، 10/10/2011)