مؤسسة مهجة القدس ©
أدب السجون.. الإبداع من رØÙ… المعاناة
من بين عتمة وظلام الأقبية والزنازين وخل٠القضبان الØديدية الصهيونية، كان الأسير المØرر علي عصاÙرة يمتشق قلمه ليÙØاكي واقع السجن ويÙصّور تجربة الأسر والمعاناة اليومية، Ù…ÙØاولاً بعدها أن ينقل ألم القهر وعزيمة الصمود إلى العالم الخارجي.
الأدب ÙÙŠ السجون ذو شجون، كتابة القصيدة ÙÙŠ الغر٠الضيقة بمثابة قدوم مولود جديد تترقب ولادته ونموه، تأنس إليه ÙÙŠ ÙˆØشة وظلمة وغربة، يقول عصاÙرة: "إنه شعور جميع الأسرى الذين يريدون كل شيء يعوضهم عن القهر والألم".
ÙˆÙÙŠ نصوص لا أصدق ولا أعذب ولا أجمل منها، تنمو أقلام الأسرى وكتاباتهم بالأØزان والآلام والØنين والأشواق المتتالية لذويهم وللعالم خارج السجن، Ùيبدعون بالكتابة ونقل الصورة، كما يص٠عصاÙرة.
والمØرر عصاÙرة Ø£Øد الذين ولدت قريØتهم الشعرية داخل السجون، وكتب ديوانين من الشعر Ø£Øدهما بعنوان "اللؤلؤ والمØار"ØŒ Øيث استعار المØارة بالسجن واللآلئ بالأسرى الذين ينتظرون الإÙراج، Ùيما سمى الديوان الآخر "الضوء والأثر".
ويتميز أدب السجون بصدق التجربة وغناها وبالعÙوية والرمزية الشÙاÙØ© والصور الإيØائية وسلاسة اللغة وطلاوة التعابير كونه خرج من رØÙ… الوجع اليومي والمعاناة النÙسية والقهر الذاتي، والمعبّر عن مرارة التعذيب وآلام التنكيل وهموم الأسير وتوقه لنور الØرية وخيوط الشمس.
عرضة للاغتيال
ويقول عصاÙرة إنّ "الغربة ÙÙŠ السجن مركبة وموØشة، كما أنّ المعوقات كثيرة ÙÙŠ كتابة الأدب، لك أن تتخيل أن القصيدة أو الكتابات جميعها عرضة للاغتيالات، Ù†Ùخبؤها بين الÙترة والأخرى من أيدي السجان ونØرص عليها بإعادة كتابتها".
وكتب عصاÙرة ديوانه الأول ÙÙŠ السجن مشكلاً بخطه أكثر من 20 مرة خوÙاً من ضياعه ومصادرته، "ونجØت مرة واØدة ÙÙŠ إخراجه لوجود صعوبات تواجه كل كاتب ÙÙŠ السجن، عدا عن Ø´Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ø¯ القرطاسية وعقاب بمنع بيعها ÙÙŠ الكنتينة ومصادرة الأقلام والكراسات".
من المعوقات التي تواجه الأسير- والØديث لعصاÙرة- أنّه ÙŠØتاج دائما تنمية قدراته، "وتلك التنمية من الصعب أن تتم ÙÙŠ Ùراغ وأجواء مشØونة وإنما تØتاج إلى Ù…ØÙزات ودعم، ولذلك كانت قصائدنا تولد Øزينة لا تجد من ÙŠØتضنها ويهتم بها ويØتويها، كما أنّه لا يوجد من ينمي الموهبة والقدرة الكتابية والأدبية ÙÙŠ السجن كأساتذة وشعراء مخضرمين".
وموهبة عصاÙرة ÙÙŠ كتابة الشعر كانت وليدة السجن، وطبع ديوانه الأول ونشر وهو ما يزال ÙÙŠ الأسر، Ùيما أخرج ديوانه الآخر من السجن وأدرك طباعته وتبنته رابطة الكتاب والأدباء الÙلسطينيين.
وللمØرر بلال أبو دقة تجربة Ù…Ùشابهة لسابقه، Øيث كان يكتب مقالات وخواطر يترجم من خلالها معاناة الأسرى بكلمات يصÙها بأنّها كانت تخرج من القلب إلى الورقة.
ويقول أبو دقة: "إنّ أدبيات السجن منتشرة بشكل كبير بين أوساط الأسرى"ØŒ "لأن الأسير ÙÙŠ معاناته وظلماته تثور مشاعر كثيرة داخله وتظهر ÙÙŠ قريØØ© قلبه أمور كثيرة يريد أن يترجمها بسبب الكبت الÙكري والقمع الذي يتعرض له من السجان".
تجربة Ùريدة
وكان لأبي دقة تجربة شخصية ÙÙŠ السجن عندما كان ÙÙŠ العزل الانÙرادي ولم يتمكن من إيصال أي رسالة مكتوبة لزوجته ÙÙŠ ذكرى زواجهما، إلا أنّه استطاع Ùعل ذلك عبر رسالة نقلها من خلال Ø¥Øدى الإذاعات المØلية، "وكانت زوجتي تستمع وقتها للإذاعة، وتركت رسالتي أثرًا كبيرًا ÙÙŠ Ù†Ùسها".
ووÙÙ‚ أبو دقة، تدÙع إجراءات الاØتلال القمعية ÙÙŠ السجون بØÙ‚ الأسرى المتمثلة بمنع الأسرى من اللقاءات العامة وإلقاء خطب الجمعة وغيره لأن يترجموا ذلك سريعًا لكتابة القصص والتجارب بإØساس عال وصادق لا يسعى Ùيه الأسير لأي تنميق وتهذيب ÙÙŠ الكلمات.
ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ù†Ù‘ العديد من الأسرى اكتشÙوا قدراتهم ÙÙŠ السجن على كتابة الشعر والأدب والرسائل المؤثرة، "وكأن ذلك الأمر يعطي الأسرى نوع من الغنى الخاص Ùيه والتميز رغم ملاØقة السجان الدائمة ومصادرة الكراسات والأقلام التي يكتبون Ùيها".
وصودر من المØرر أبو دقة عدة كراسات كان يكتب Ùيها ما تراه عيناه داخل السجن لتوثيق انتهاكات الاØتلال، "وهناك تÙتيش مستمر يتم خلال مصادرة الرسائل المكتوبة، ويتم الاطلاع عليها من المخابرات الصهيونية بشكل Ù„Øظي".
يتابع "لذلك يبتكر الأسير دوماً طرقاً مختلÙØ© من أجل تهريب الأوراق والمقالات إلى الخارج ليØاÙظ عليها، وما يخرج لا يعادل 15% مما يكتب لأن الجزء الأكبر يتم مصادرته، ويعمل الأسرى على إخÙاء تلك الأوراق إلى أن تØين الÙرصة لنقلها خارج الأسوار عبر Ù…Øامي أو ذوي الأسير أو عبر أسير سيتم تØريره".
ويØاول الاØتلال- والØديث لأبو دقة- عزل الأسير Ùكرياً وأدبيًا واجتماعيًا، إلا أنّ الأسرى أنتجوا أعمالًا أدبية كثيرة وكتبوا قصائد شعرية ومقالات ورسائل، تغلبوا Ùيها على المنظومة الأمنية الصهيونية.
ويÙØيي الشعب الÙلسطيني اليوم (17 نيسان/أبريل) ذكرى يوم الأسير الÙلسطيني، ÙÙŠ ظل سياسة صهيونية عنصرية وقاسية بØÙ‚ الأسرى ÙÙŠ سجون الاØتلال، لا تراعي من خلالها أدنى الØقوق الإنسانية لهم.
وما يزال عدد من الأسرى يخطون بأقلامهم مقالات وروايات ومواد أدبية تÙØ®Ù٠عنهم معاناة السجن منهم عبد الله البرغوثي ÙˆØسن سلامة وعباس السيد ومØمد المقادمة، سليم Øجة، Ù…Øمد عرمان، وليد الهودلي، مؤيد Øماد، إبراهيم Øامد، وليد دقة، Ù…Øمود عيسى، عمار الزين وغيرهم.
(المصدر: وكالة صÙا الإخبارية، 17/4/2013)