مؤسسة مهجة القدس ©
عذراً سيّدي الأسير ...
عذراً سيّدي الأسير.. عذراً Ùقد تجاوزنا المدى والله لكم هو النّصير.. عذراً Ùالدّنيا تشرّبنا متاعها Øتى أنستنا واجبنا وقد أصبØنا عبيداً لها والله على استبدالنا قدير.. عذراً سيّدي الأسير.. Ùالقوم متصارع على ملهاة الدّنيا والقضيّة ÙÙŠ طيّ النّسيان وللشراونة والعيساوي الله ÙˆØده البصير..
عذراً سيّدي الأسير.. Ùطيور الجنّة أصبØت القضيّة!.. والمركزيّة!.. والصØوة الأبيّة!.. Øتى الجماهير ÙÙŠ غÙلة ونومة هنيّة!.. ولطيور الجنّة Øظاً أوÙر ÙÙŠ Øشود ÙˆÙيّة!.. والأسير للأس٠هو الضّØيّة!.. عذراً سيّدي الأسير.. عذراً شراونة وعيساوي.. عذراً عزّ الدّين وقعدان وشعبان.. ÙشاØاك يستØقّ الØراك والتّعزية!.. وأنْت أيّها الأسير الØزين لا Ø£Øد يراك وقضيّتك عنْدهم أصبØت منْسيّة!.. عذراً سيّدي الأسير..
Ùربما تقديم الواجب ÙÙŠ شاØاك من الضّرورات والواجبات الأÙÙ…ÙŽÙ…Ùيّة!.. ونسيانك من المبرّرات الأمنيّة؟!.. Ùمال بال القوم تخلّوا!.. وتنكّروا للجميل يا أيّها الزّمن الØقير!.. عذراً يا كلّ الأسرى ÙالØال ÙÙŠ عهدنا مال.. والمال ÙÙŠ الزّمان قال.. الثورة لها عنوان.. والمال ÙŠÙجهض أكبر ثورة!.. والثورة ÙˆÙاء.. وعطاء.. ولكن للأس٠ÙÙŠ هذا الزّمان Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø«Ø§Ø¦Ø± للمال أجير؟!..
عذراً سيّدي الأسير.. Ùقد عÙدْنا.. وَعَوْدَتنا للتّسلية.. ولكن عÙدْنا هناك.. وهناك جماهير غÙيرة.. لساØØ© الطّيور الكلّ يطير.. ÙˆÙÙŠ خيمة الأسرى الكلّ عنها يطير.. وتبقى ÙˆØدها شاهدة على الخذلان دموع الطّÙÙ„ الصّغير.. ينظر Ø·ÙÙ„ الأسير منْ بعيد Ùيرى الجَمْع يَسْمَرÙونَ ويضØكون مع Ùرقة الطّيور.. Ùيبكي ØÙرقة ÙˆØسرة لأنّ القوم أضاعوا Øقّ أباه الأسير.. عذراً سيّدي الصّغير.. هذه الدّنيا لمتاعها الكلّ يغير.. وللØقّ الذي ÙŠÙمَثّله أباك لا Ø£Øد يغير.. إيه: واعجباه!.. ما هذه الدّنيا؟!.. أسيرٌ منْ أجل الØقّ يجوع!.. وببطء٠يموت!.. وقلّة قليلة تÙسانده.. وهذه القلّة Ù…Ùمَثّلة بالمسكين الÙقير!..
أباه.. أمّه.. أخته.. زوجه.. ابنه.. ابنته.. والمسئول ÙÙŠ مأزق!.. وربطة العنق هي المأزق!.. ÙØ£ØµØ¨Ø Ø£Ø³ÙŠØ±Ø§Ù‹ لها ولا وجود للأسير ÙÙŠ Øساباته!.. لأنّه Ø£ØµØ¨Ø Ø¹Ø¨Ø¯Ø§Ù‹ للكرسيّ ويعيش نشوة المسئول الكبير!.. مسكينٌ هذا الكبير!.. وكأنّه لم يقرأ قول ربّه: }ÙˆÙŽØ£ÙمْلÙÙŠ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ Ø¥ÙÙ†ÙŽÙ‘ كَيْدÙÙŠ مَتÙينٌ {!.. ÙÙلسطين ÙÙŠ عÙر٠السّاسة أصبØت Øدّوتة!.. تÙتلى ÙÙŠ صوامع الØيّ لتبقى Øدّوتة!.. ولكن شتّان بين Øدّوتته ÙˆØدّوتة المرأة العجوز!.. Ùالمرأة هي الØكاية.. وهي الرّواية.. Ùقد عاشت جÙلّ الØكايات.. وذاقت أعظم الويلات.. لكنّها تنتعش بكلّ معاني الكرامة.. والمسئول الكبير ÙÙŠ دÙØ¡ الكرسيّ يعشق الØكايات النّوامة! Ùقد ضاعت من Øياته الكرامة!.. لأنّه غابت عنه النّÙس الّلوامة!.. ÙاÙرØÙŠ يا أيّتها العجوز المباركة.. Ùمجدك٠الماضي والØاضر هو كلّ الÙخر وأغلى الكرامة..
همْ تØرّكوا وجيّشوا الجماهير لساØات الذّات والØزبيّة!.. وغنّوا للأسير ÙÙŠ قلوبهم ÙÙŠ Øالة من الهÙلاميّة!.. للذّات والØزبيّة تجد ثورة ماليّة؟!.. وللأسير لا تجد سوى دموعاً كاذبة بين السّطور مخÙيّة؟!.. Ùلا ملامة لهؤلاء لا ملامة!.. Ùقد أصبØوا عند القوم كالعبيد وكالنّعامة!.. ÙˆØتى النّعامة تÙØاول أنْ تÙخبّئ شيئاً ما Øتى لا تÙرى!.. لكن للأس٠تبقى نعّامة!..
Ùلم يبقى Ø£Øد من أهل العروبة إلاّ كتلك النّعامة!.. ÙˆØتى Ø£Ùمراء القوم كذلك وأصØاب العَمَامة!.. يا شيخ القوم.. يا ساسة.. يا أمّة العرب.. ألمْ تسمعوا عن أسير يبكي ابنÙÙ‡ Ù„Ùقدانه!.. وترقّ قلوبكم لتÙعانق مشاعركم مشاعره!.. أمْ أنّ قلوبكم أصبØت كَسَوَاد الغَمَامة!.. Ùيا أيّتها النّÙس الّلوامة.. أين أنت٠منْ هؤلاء السّاسة؟.. أمْ أنّهم خارج قوانين المَلامة؟!.. أين ضمائر هؤلاء من الأسير الجائع؟!.. أمْ أنّ التّخمة طَمَسَت على بصائرهم ومضَوا ÙÙŠ نسيانهم Ùقد صÙكّ لذنبهم بÙتوى منْ مولانا الشيخ صاØب العَمَامة؟!..
عذراً سيّدي الأسير عذراً.. Ùقد استبØنا القÙبْØَا.. وأعرضنا عن الصÙلْØَا.. عذراً.. Ùالقوم أصبØوا وَقْØاً ÙˆÙŽÙ‚ÙŽØَا.. ولا مكان بيننا للصÙلْØَا.. ÙˆØ§Ù„ØµÙ‘Ù„Ù’Ø Ø¹Ù†Ø¯ البعض يجب أنْ يمتلك الرّيادة!.. والرّيادة أصبØت مَغْنَماً ÙˆÙÙŠ عÙر٠الصّالØين زيادة!.. لكنّ السّاسة يتغنّون بها وبأمجادها منْ عهد النّبيّ والصÙØْبَا!..
يا أيّها السّاسة.. أين المعتصم ÙÙŠ عÙرÙكم؟.. أمْ أنّ المرØلة لا تتطلّب Ù…Ùعتصما؟!.. ويبدو أنّ صرخة وامعتصماه التاريخيّة كانت ÙÙŠ نظركم Ù…Ùبالغٌ Ùيها وزيادة!.. ÙˆÙÙŠ نظر الÙقراء منْ امتلك سلطة دون مسؤوليّة Øقيقيّة Ùهو ÙÙŠ Øقيقة الأمر لا ÙŠØقّ له أنْ يكون ÙÙŠ موقع الرّيادة!..
عذراً سيّدي الأسير.. هذا ما آلت إليه أوضاعنا!.. ولا تأمل إلاّ ÙÙŠ الله الخالق، Ùهو النّصير وهو القدير وهو البصير!..
(المصدر: سرايا القدس، 09/01/2013)