- الأسير المجاهد Ù…Øمد عرندس يدخل عامه الـ(15) ÙÙŠ
- بعض أسماء شهداء معركة جنين البطولية
- الشهيد أسامة الأÙندي: Ø£Øب الشهداء ومضى على دربهم
- مهجة القدس: الأسير Øسن أبو ترابي ما زال
- الانتصار للأØرار والمبادئ
- الإستشهادي (طلال الأعرج) بطل ثورة السكاكين الجهادية
مقاوم برقة الماس وصلابته - بقلم جواد بولس
بقلم جواد بولس
ربما كان من الطبيعي أن أكتب اليوم قصة ذلك الخضر الذي من Ùلسطين، كما شهدت عليها، منذ بداية تØديه للقهر ÙˆØتى Ù„Øظة انتصار الØÙ‚ على الباطل. القصة مثيرة وملأى بالمØطات الجديرة بالتدوين والØÙظ. والرØلة كانت شاقة وطويلة وراÙقتها Ù…Ùارقات كثيرة ومتناقضات لاÙتة. Ùخضر بكÙاØه، جرّد الØقيقة Øتى العظم، وبمواقÙÙ‡ الØادة كش٠النقاب عن عدة وجوه تسترت Ùيها، وأسقط كثيرًا من أقنعة الزي٠والعهر. لكنني سأترك ذلك للوقت المناسب، وأكتب هناعن اليوم الأربعين ÙÙŠ تلك الملØمة، ÙˆÙيه تعرّÙت إلى خضر، كما لم أعرÙÙ‡ من قبل، Øين جلسنا لساعتين ÙˆØدّثني بلغته البسيطة الإنسانية عن Ø£Øلامه وآماله، عن أشواقه وآلامه. ÙÙŠ ذلك اليوم تØدث الإنسان المجرَّد عمّا يوجعه ويستÙزّه، ÙˆÙÙŠ ذلك اليوم تيقّنت أنه لن ينكسر، لأنه، هكذا Ùهمت، ÙŠØتقر الموت ويعشق الØرية الصاÙية النقية، وكالعاشق الأبدي يعيش عند ØاÙØ© الأمنية.
أكره مشاهدة شاشات التلÙزيون ÙÙŠ ساعات الصباØØŒ Ùأنا Ø£Øب صباØÙŠ عاريًا، ينسل إلى غرÙتي أبيض يققًا، ليذكّرني أن النهار أبرص، Øمّالٌ للمكائد وجلّاب مصائب، لا يتم Ùيه سرور ولا تكتمل ÙرØØ©.
Ø£Ùيق ليس كما كان ÙŠÙيق الشباب، Ùالنوم، لمن بسني، مضيعة ويكون راØØ© على Øساب Ùواتير مستقبل يتقاصر بتسارع مقيت. أجلس على كنبتي لأكمل قواعد شمس التبريزي الأربعين ÙÙŠ العشق، ÙˆØين وصلت إلى الثانية والثلاثين توقÙت مستØضرًا عالم جلال الدين الرومي، ذلك الصوÙÙŠ الجليل، وهو يعلّم صديقه والناس قائلًا: "تعلم الØقيقة، يا صديقي، ولكن، اØرص على ألّا تصنع من الØقائق التي تتكون لديك أوثانًا"ØŒ Ùالله يريدنا أن نكون معتدلين ومتواضعين.
ÙÙŠ الØارة سكون غير مألوÙ. لوهلة تبدو البيوت أمامي مهجورة، والشوارع لم تÙÙ‚ من ليلها، سوادها Øالك نعس. من بعيد أسمع صوت مؤذن رخيم، وعلى ØاÙØ© شرÙتي تتهادى Øمامة وتق٠على بعد ذراعين مني، تتقاÙز بقلق، وأشعر أنها تعر٠بوجودي، Ùكانت تدير طوقها صوبي وتنوØ. لا تهدأ، كانت تتمايل بوجع، كأنها على ميعاد أخلÙÙ‡ وليÙها. لم Ø£Øزن مثلها، Ùلقد طارت Øين سمعت صدى بعيدًا لما يشبه الطلقة، وللØمام ذاكرة خارقة وقلب ضعي٠لا يجازÙ.
ÙÙŠ التاسعة ما زال النهار ÙŠÙتش عن أصØابه، ÙÙÙŠ رمضان تصادق العبادة الكسل والعباد يصاهرونه، والØياة، كأنها تجرّعت ØÙنة من كبسولات دواء لإبطاء النبض وإخÙاض الضغط ÙÙŠ شرايينها. معظم الØوانيت ما زالت مغلقة، وأنا ÙÙŠ سيّارتي أستمع Ù„Ùيروز تشدو لسعيدها ولتلك الØمامة: "أنا وياك ..أنا وياك ÙˆØدنا يا ورد Ø±Ø Ù†Ø¨ÙƒÙŠ". وأساÙر صوب مستشÙÙ‰ "أسا٠هروÙيه"ØŒ لأقابل، للمرة العشرين ÙÙŠ هذين الأسبوعين، الخضر الذي عاد ليصارع التنين. كان زادي ÙÙŠ الطريق، الذي صار يألÙني، ورد سعيد عقل وصرة من شوق وخوÙØŒ رغم اني تركت على أجÙانه، ÙÙŠ الليلة الماضية، ملاكين Ø·Ùلين ÙŠØرسانه ويهللان كي ينام بلا أذية.
أدخل إلى القسم الذي بات العاملون Ùيه يعرÙونني جيّدًا، رئيس القسم يقابلني ببسمة ويبادرني مطمئنًا أن Øالة صديقي مستقرة، والآن يضيÙØŒ صارت Ø£Ùضل من Øالته ÙÙŠ الليلØيث قضاه يتقيّأ ويتوجع. يستÙسر عن ØÙ„ Ø£Øمله لأنهم يخشون من الأسوأ، Ùكل المؤشرات تؤكد أن خضرًا يواجه اØتمالية الموت المÙاجئ ÙÙŠ كل يوم.
يستقبلني على باب غرÙته ثلاثة سجّانين، يبدو عليهم التعب ووجوههم Ùيها عبوس يؤمن لي سياجًا وبعدًا ضروريين، يكملون إجراءات إدخالي إليه، لأجده مستلقيًا على Ùراش من شوك. رغم صÙرة واضØØ© على ما أبقته ذقنه من صÙØØ© لوجهه، تطير ابتسامة، كابتسامة النرجس للصباØØŒ وتستقر ÙÙŠ قلبي، Ùأطمئن وأعر٠أن هذا الÙارس ما زال ÙƒØ§Ù„Ø±ÙŠØ ØªØªØ±Ø¨Ø¹ على صهوة الوقت. الرسالة وصلت: لا تخشَ يا أخي ÙÙ†ØÙ† على ميعاد مع الØرية.
Ø£Ùسمعه موجزًا عن أخبار متÙرقة، ونجري معًا تقييمًا لقضيّته. يسمع بإصغاء العاقلين ولطÙهم ولا يقاطع، Ùهو صبور كالØÙ‚ ومثله عنيد، هادئ كالÙراش، ومتواضع. من Ø´Ùتين متعبتين يكلّمني بصوت خاÙت، ويأخذ بين المقطع والمقطع جرعة من هواء ÙˆØياة. Ø£Øس أن كلامه يترك، ÙÙŠ الغرÙØ©ØŒ أثرًا لا يزول. ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ يكون مقتنعًا برأي وموق٠ومØاور ليّن عن اقتدار، ومستعدّ للاقتناع برأي أصوب من رأيه.
اتÙقنا على معظم التÙاصيل وعلى الأهدا٠والتكتيك، وانتقلنا للØديث عن عوالم وقضايا أخرى. تØدثنا عن الØياة بين اعتقالين وتجربتين؛ تلك التي خاضها خضر ÙÙŠ العام ٢٠١٢ Øين أضرب وراÙقته لمدة خمسة وستين يومًا، ÙˆØقّق وقتها، ما أراد، وعن هذه التجربة التي كنا ÙÙŠ ذروتها.
لقد مرّت أربع سنوات مثيرة على خضر. Ø£ØµØ¨Ø Ùيها أبًا لستة أولاد ونال ما ناله من كرم الله ونعمه، وبالمقابل عانى من الاØتلال وقمعه، ولكن أشد ما يؤلمه كان ظلم ذوي القربى، وهنا تØدث بمرارة واضØØ© وبتÙاصيل لأØداث ما زالت جروØها نازÙØ© ÙÙŠ ذاكرته.
"لا أعر٠لماذا كل هذه المضايقات والملاØقات؟" تساءل مستطردًا: "أنا لم Ø£Øمل Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙŠÙˆÙ…Ù‹Ø§ ولم أعتد على Ø£Øد، أومن بما أومن به وكل ما أرجوه أن يقبلني الآخر كما أنا، ولتبقَ بيني وبين الآخر، مهما اختلÙنا، الكلمة والØجة والرأي والاقناع والمودة"ØŒ كان متعبًا وصار مرهقًا، Ùطلبت منه أن يتوق٠عن الØديث، وتواعدنا أن نكمله، ربما ÙÙŠ بيته قريبًا عندما ÙŠÙرج عنه.
خرجت من عنده أكثر إرادةً وتصميمًا على النجاØ. لقد مضى على إضرابه أربعون يومًا، رÙض Ùيها إجراء أي ÙØوصات طبية وأصر على شرب الماء خال من أي مدعمات Øتى التي سمØت بها الأنظمة المقبولة دوليًا، ÙƒØ§Ù„Ù…Ù„Ø ÙˆØºÙŠØ±Ù‡. معه ثلاثة سجانين ÙÙŠ غرÙØ© معدّة لاثنين، ÙˆØتى ÙÙŠ الليل ينام Ø£Øدهم على السرير، وأثنان ÙŠØرسون Ø£Øلامه كي لا تطير وتعدي الآخرين. يربطون ساقه ويده ÙÙŠ السرير، ويتعمدون ربط ساقيه Øتى عندما ÙŠØتاج إلى الدخول للØمام.
قبل خروجي من عنده، نظر إلي ورÙع ÙƒÙÙ‡ مستقدمًا ÙƒÙÙŠØŒ وقال: "دعهم يتÙننون بقمعهم، Ùهم لا يعرÙون أنني ازداد صلابة كلما زادوا قمعًا"ØŒ وضØÙƒ بصوت عال، امتزج بÙرقعة ÙƒÙّينا ÙÙŠ الهواء.
كنت مؤمنًا بأن النهاية قريبة وأننا Ø³Ù†Ù†Ø¬Ø Ø¨Ø¥Ù†Ù‚Ø§Ø° خضر الذي سيØظى مرّة أخرى بØريته المكللة بالعزة والكرامة. بدأت، ÙÙŠ طريق عودتي، بترتيب Ø£Ùكاري وقائمة ما يجب أن أتابعه. قمت ببعض الاتصالات مع شخصيات Ùلسطينية اÙتقدها خضر وكان يتوقّع صوتها Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù‚Ø¶ÙŠØªÙ‡ وأخرى انتظر Øضورها إلى جانبه، ÙتØدّثت مع بعض أعضاء الكنيست وشخصيات أخرى، وطمأنت عائلته التي صارت منذ صØونا على ذلك الÙجر ÙÙŠ صÙد قبل أكثر من ثلاثة أعوام، مثل عائلتي.
إلى بيتي عدت ÙÙŠ ساعة مساء متأخرة. شوارع القدس خالية، وكأن البلد ÙÙŠ Øالة منع تجوّل Ù…Øكم. على كنبتي جلست وأكملت قواعد العشق الأربعين ÙˆØزنت، Ùكثيرون لا يعترÙون أن الله أرادنا أن نكون معتدلين ومتواضعين.
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس
ما رأيك ÙÙŠ تضامن الشارع الÙلسطيني مع الاسرى ÙÙŠ معركتهم الأخيرة ÙÙŠ داخل سجن عوÙر؟
استشهاد المجاهد Ø£Øمد السويركي من سرايا القدس أثناء تصديه Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ù‚ÙˆØ§Øª الاØتلال المتوغلة ÙÙŠ ØÙŠ الزيتون بمدينة غزة
11 مايو 2004
استشهاد الأسيرين المØررين عماد نصار ÙˆØسين أبو اللبن خلال الانتÙاضة الأولى والشهيدين من غزة
11 مايو 1993
استشهاد الأسير عبد القادر أبو الÙØÙ… ÙÙŠ سجن عسقلان خلال مشاركته ÙÙŠ الإضراب عن الطعام والشهيد من سكان جباليا، وهو أول شهداء الØركة الأسيرة الذي يستشهد ÙÙŠ معركة الإضراب عن الطعام
11 مايو 1970
قوات الاØتلال الصهيوني تØتل مدينة صÙد، وقرى Ùرونة والأشرÙية قضاء بيسان، وبيت Ù…Øيسر قضاء القدس، والبصة قضاء عكا
11 مايو 1948
العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة ياÙا؛ والتي أدت إلى استشهاد 95 Ùلسطينيا ÙˆØ¬Ø±Ø 220 آخريين
11 مايو 1921