الأحد 19 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    كوب شاي.. كلف طلال العسلي وولديه حياتهم

    آخر تحديث: الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 ، 00:00 ص

    لم تدرك عائلة طلال العسلي القاطنة في بيت ريفي شمال غزة أن صاروخاً صهيونياً قد يقتنص جمعتهم ويمزق أجساد ثلاثة من أبنائها خلسة.
    فالعائلة التي تسكن في منطقة الصفطاوي قضت جل وقتها في المنزل خشية تعرض أبنائها لأي مكروه خلال العدوان الصهيوني الأخير على غزة.. فهي تغتنم محيط منزلها المزروع ببعض المزروعات المنزلية في تأمين احتياجاتها اليومية من الغذاء.
    خوفٌ كبير اعترى الوالد طلال العسلي على أبنائه العشرة منذ بدء الحرب على قطاع غزة، فمنعهم من الخروج من البيت ذكوراً وإناثا، معتقداً بأنه إذا ما أبقاهم حوله، فإن ذلك سيقيهم شر القصف الصهيوني.
    فطلال48" عاماً" العاطل عن العمل بعد أن فقد عمله داخل الخط الأخضر، كان يرى بأن أبناءه هم ما خرج به من هذه الدنيا، وكان يصل الليل بالنهار ليحصّل لهم قوتهم، من خلال زراعة بعض الزراعات المنزلية البسيطة كالنعناع، فكان يخاف عليهم كثيراً.
    التزم طلال وأبناؤه البيت طوال فترة الحرب، وكانوا يقضون وقتهم بالتحدث سوياً وتناسي مرارة العدوان الصهيوني، لكنهم لم يعلموا أن الصاروخ الصهيوني سيصلهم وهم في داخل منزلهم، فبعد تناولهم طعام الغداء ظهر يوم الواحد والعشرين من شهر نوفمبر الحالي، ذهب طلال للأرض الملحقة بمنزله ليجلب لهم "نعناع" ليعدوا الشاي فلحق به أبناه "أيمن" و"عبير" فإذ بصاروخ احتلالي غادر يسقط عليهم فيحولهم إلى أشلاء..
    تقول أم بلال:" لقد شعر زوجي بالملل من الجلوس داخل المنزل، فذهب إلى فناء البيت ليحضر لنا كمية من النعناع لنعد الشاي ونحضره إليه، وليتنفس هواءً نقياً".
    على صوت الصاروخ  -الذي نزل في فناء منزل العائلة - هرعت زوجة طلال "أم بلال" وأولاده إلى الخارج، فلم يتمالكوا أنفسهم من هول ما شاهدوه فأغمي على زوجته، وبناتها، ووقف بقية أبنائه عاجزين عن الحركة حتى سارع الجيران للاتصال بسيارات الإسعاف التي أتت مسرعةً لنقل جثامين الشهداء.
    أم بلال لم تجف دموعها بعد وهي تستذكر ما حدث لزوجها وابنيها "عبير" و"أيمن" غير مصدقة أنهم قد اسُتهدفوا دون أن يكون لهم يدٌ في أعمالٍ للمقاومة، فأيمن الشاب المرح الذي كانت تتمنى أن تزوجه وتفرح به، وعبير تلك الفتاة المتدينة المواظبة على حفظ القرآن، والزوج طلال عمود البيت الذي لم يتنصل من مسئولياته الأسرية يوماً رغم ضيق ذات اليد، ذهبوا جميعاً وتركوا في قلوب من بقوا خلفهم ذكريات حزينة وسخطا على الصهاينة الذين حرمتهم منهم دون سببٍ يذكر.
    وتضيف:" مصيبتنا كبيرة فقد فقدت زوجي واثنين من أبنائي مرةً واحدة وبشكل غير متوقع، لم يكن من السهل عليَّ أن أراهم وهم أشلاء مقطعة، ما زلت أستذكرهم في كل لحظة وأتمنى لو يعودوا ثانيةً، فالبيت من دونهم جحيم، لكن ليس باليد حيلة".
    فالمسئولية كبيرة تركها طلال على عاتق أبنائه الذين هم جميعاً عاطلون عن العمل، "فالحمل ثقيل" كما يوضح عمر24"  Ø¹Ø§Ù…اً" فقد حرمونا من أبي الذي برغم ضيق ذات اليد، كان يحاول أن يوفر لنا ما نريد، وكم كان يتمنى أن يرانا سعداء لا ينقصنا شيء، فحسبنا الله ونعم الوكيل على من حرمنا منه ومن "أيمن" Ùˆ"عبير".

    ومضى قائلاً والدموع تترقرق في عينيه:" ما ذنبنا كي يقصفنا الاحتلال بصواريخه؟ فجميع من في البيت مدنيون، ونحن جميعاً لم نخرج من البيت طوال الحرب إلا لأداء الصلاة في المسجد فقط، فهل هذا بنظر الاحتلال الصهيوني ذنبٌ نستحق عليه أن تقطع الصواريخ أبي وشقيقي وتحولهم إلى أشلاء؟!".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 1/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية