الشهيد المجاهد حسن الأستاذ: حلم بالشهادة قبل الرحيل فكانت بانتظاره

حسن كان شاباً ملتزماً دينياً ووطنياً، كان يحب الجهاد والمقاومة، لم نعلم بأنه يعمل في الوحدة الصاروخية لسرايا القدس سوى أنه مجاهداً في صفوف الجناح العسكري للجهاد ويرابط في سبيل الله، قبل استشهاده بيومين حلم الشهيد في منامه بأنه يُزف إلى الجنة، فنال ما تمنى بإذن الله، والحمد لله على هذه النعمة.. نعمة الشهادة بأن الله عز وجل اصطفاه شهيداً في معركة السماء الزرقاء التي توجت بالانتصار بفضل الله أولاً ثم المجاهدين وببركة دماء الشهداء الأبطال.
بهذه الكلمات عبر والد الشهيد المجاهد حسن يوسف الأستاذ أحد مجاهدي الوحدة الصاروخية لسرايا القدس بكتيبة دير البلح والذي تحدث فيه عن حياة وآخر لحظات الشهيد، يليه لقاء مع قادة السرايا الميدانيين والذي بدوره تحدث عن حياة الشهيد حسن الجهادية.
والد الشهيد حسن والذي ما زال يعيش لحظات الفراق فراق فلذة كبده، التي تربى وترعرع بين أحضانه ليغادر بعدها الدنيا بما فيها، بعد أن نال شرف الشهادة قال: "حسن رحمه الله كان شاباً ملتزم جداً دينياً ووطنياً منذ نعومة أظافره محترم مع الجميع، كتوم خاصةً في العمل العسكري، حتى أننا تفاجئنا بعد استشهاده بأنه يعمل في الوحدة الصاروخية لسرايا القدس، فكنا على علم فقط بأنه يعمل في صفوف السرايا بوحدة المرابطين، فالشهيد لم يفصح لأحد بما يقوم به من أعمال جهادية".
وأضاف: "حسن تميز بين إخوانه بالطاعة لذويه ومرحاً هادئ جدا مع الجميع، كان يحب الجهاد والاستشهاد، ودائما يتحدث عن كرامات الشهداء، فكنا نتوقع استشهاده في أي لحظة لحبه للجهاد والشهادة في سبيل الله تمناها فنالها الحمد لله".
وذكر والد الشهيد بأن حسن قبل استشهاده بيومين حدث والدته: "بأنه أفاق من حلم خلال نومه بأنه يزف إلى الجنة وندعو الله عز وجل أن ينال ذلك، وبين والد الشهيد أن نجله حسن كان يحب مواصلة الجهاد ولا يحب التهدئة لعشقه في استمرار العمل الجهادي المقاوم.
وعن استقبال نبأ استشهاد حسن قال والد: "الحمد لله استقبلنا الخبر بالصبر والاحتساب والحمد لله رب العالمين فهذا شرف لنا في الدنيا وكرامة في الآخرة، حيث أنني كنت أشعر قبل استشهاده بساعات قليلة أنه سوف يرتقي شهيداً في هذه المعركة معركة السماء الزرقاء الجهادية، فكان لدي شعور داخلي بذلك".
وفي رسالة وجهها والد الشهيد للإخوة المجاهدين رفقاء درب الشهيد المجاهد حسن الأستاذ في صفوف سرايا القدس والمقاومة قائلاً: "عليكم بالثبات وإعداد العدة لمواجهة الاحتلال في كل وقت، فالعدو الصهيوني غادر وعليكم الانتباه جيداً ادعوا المولى أن يحفظكم بعنايته".
هكذا هم الشهداء جهاد وتضحية وفداء تتوج بنصر وعزة وكرامه يتلوها شهادة في سبيله ومن أجل الاسلام وفلسطين الأرض المقدسة. أبو صهيب أحد قادة سرايا القدس الميدانيين بكتيبة دير البلح تحدث عن حياة الشهيد المجاهد حسن الاستاذ وعن رحلته الجهادية في صفوف السرايا فقال: "خلال معركة السماء الزرقاء كان الشهيد مسروراً جداً لمشاركته في دك العدو بالقذائف الصاروخية، حيث أنه كان يعشق الجهاد في سبيل الله وكان دائما يتحدث عن أجر الجهاد والمجاهدين في ضرب العدو الغاصب".
حيث التحق الشهيد حسن في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين عام 2007م لحبه للجهاد والمقاومة كباقي أبناء شعبنا، وحبه للعمل الجهادي جعله في مقدمة العناصر التي تعمل في حركة الجهاد بمعسكر دير البلح حيث كان ملتزم جداً في النشاطات التنظيمية والندوات الدينية.
وأضاف من خلال انضمام الشهيد في الاطار الطلابي للحركة شارك في العديد من الإنجازات التي سطرتها الحركة بالمخيم، بعدها التحق في صفوف "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مع بداية عام 2008م فكان يتميز بالسرية والكتمان والالتزام العسكري والطاعة، فمما دفع الإخوة في السرايا بعد أن خاض الشهيد عدة دورات عسكرية نظرية وعملية أن يضعوه أميراً لمجموعة في سرايا القدس لحسن خلقه والتزامه العسكري.
وتابع القيادي في السرايا قائلاً: "كان للشهيد لوحة شرف وعزة في مقارعة الاعداء، حيث شارك شهيدنا في الحراسة والرباط في سبيل الله، كذلك شارك في الكمائن التي كانت تجهزها سرايا القدس لأي تسلل صهيوني من بحر مدينة دير البلح، وشارك في قصف المغتصبات الصهيونية بالصواريخ وقذائف الهاون، وكانت المشاركة الأخيرة للشهيد المجاهد حسن والتي تُوجت بالانتصار والشهادة بمشاركته في عملية السماء الزرقاء الصاروخية ضد العدو الصهيوني في حربه الأخيرة على غزة".
وختم أبو صهيب حديثه: "الجهاد في سبيل الله فرض عين على كل مسلم وخاصة في فلسطين المحتلة من قبل الصهاينة لذلك نحن في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي فلسطين قطعنا عهداً مع الله ورسوله ودماء الشهداء وأبناء شعبنا بمواصلة الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين كلها من بحرها الي نهرها".

(المصدر: سرايا القدس، 29/12/2012)