مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد Ø£Øمد الشيخ خليل: قائد صنَع Ùأبدع وضرب Ùأوجع
Øينما يسخر المرء Øياته كلها ÙÙŠ سبيل الله ويÙدي ثرى أرضه بدمائه وروØÙ‡ ونÙسه وماله وكل ما يملك، Ùهوا إنسان٠شابه الملائكة بالتضØية والصبر والÙداء وهذا ما نراه ÙÙŠ تلك العائلة المجاهدة التي قدمت نموذجاً رائعاً بالجود والعطاء لم يكن عطاءً عاديا بل هو عطاء الدم والأشلاء وعطاء الصبر والثبات على الØÙ‚ للدÙاع عن Øياض الإسلام.
لقد اصطÙاهم الله ليكونوا عنواناً للدÙاع عن رÙعة هذه الأمة الغراء, لم يعرÙوا النوم ولا الكلل ولا الملل ولم يغرهم كثرة العطاء والكرم الذي أبدوه بدماء خيرة رجالهم وأبنائهم المخلصين الذين سخروا Øياتهم وأوقاتهم وكل مقومات وجودهم وبقائهم ÙÙŠ سبيل الله ÙˆÙÙŠ سبيل الارتقاء بÙلسطين Ù†ØÙˆ المجد والكرامة والنصر والتمكين.
أدركوا آيات القران وتدبروها جيداً وعرÙوا النهاية الØتمية لمن يسلك طريق ذات الشوكة هذا الطريق الذي كان ØاÙلاً بالابتلاءات والمصاعب والمخاطر والأشواك.
لعل الØديث عنهم يطول كثيراً ولن تسعÙنا كلماتنا المتواضعة الخجولة أمام عظام جهادهم وصبرهم وصمودهم وتقديمهم للواجب بالدم والأشلاء.
إنها عائلة "الشيخ خليل" هذه العائلة المجاهدة التي قدمت خمسة أشقاء (Ù…Øمود – Ù…Øمد – شر٠- أشرÙ) والتØÙ‚ بهم مؤخراً الأسد الهصور "Ø£Øمد الشيخ خليل" ليراÙقهم ÙÙŠ جنان الخلد وليتوج والدته الخنساء تاج الوقار باستشهاده المشر٠ÙÙŠ أيام مباركة ÙتØت Ùيها أبواب الجنة والمغÙرة.
الشهيد القائد "Ø£Øمد الشيخ خليل" أبو خضر، مضى للجنان بشوق للقاء إخوته الأربعة، بعد مسيرة ØاÙلة وناصعة من الجهاد والإبداع ÙÙŠ ÙˆØدة الهندسة والتصنيع بسرايا القدس.
بزوغ الÙجر
ولد شهيدنا القائد "Ø£Øمد خليل الشيخ خليل" بتاريخ 23/8/1975Ù…ØŒ ونشأ ÙÙŠ أسرة متدينة متقيدة بتعاليم الإسلام العظيم، وتتكون أسرته من أب وأم وزوجة أب وعدد من الإخوة، عاشوا جميعا ÙÙŠ منزلهم بمخيم الشهداء والصمود مخيم يبنا الذي قدم التضØيات الجسام ÙÙŠ مقارعة أبنائه للمØتل الغاشم على Ùترات عديدة.
ودرس شهيدنا المرØلتين الابتدائية والإعدادية ÙÙŠ مدارس وكالة الغوث للاجئين، ومن ثم انتقل للدراسة ÙÙŠ مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين وقد Øصل على مجموع عالي الدرجات أهلته للدراسة بالخارج.
ÙˆÙÙŠ تلك المرØلة اهتم الشهيد Ø£Øمد الشيخ خليل رØمه الله بالمرØلة الأكاديمية والتØÙ‚ بجامعة اسطنبول بتركيا وتخصص هندسة ميكانيكية وتخرج منها Ùˆ بعد إنهائه الدراسة الجامعية عاد إلى أرض الوطن ÙÙŠ عام 2000Ù… وعند رجوعه آثر العمل الجهادي على التقدم لوظيÙØ© مدنية كغيره من زملائه.
وكان ÙÙŠ بداية الأمر ومنذ صغره مجاهدا Ùذاً يقاوم المØتل بكل ما أوتي من قوة Ùشهد له ومنذ صغره مشاركته مع أخوته بالانتÙاضة الأولى.
وتزوج شهيدنا القائد "Ø£Øمد الشيخ خليل" من 3 نساء, الزوجة الأولى وله منها 3 أبناء Ùˆ3 بنات Ùقد Ø¥Øداهن ÙÙŠ خطأ أدى إلى استشهادها على الÙور، وتزوج من اثنتين من زوجات أخوانه الشهداء Ù…Øمد ومØمود الشيخ خليل أنجب من الزوجة الثانية (أم Ù…Øمد) 3 بنات والزوجة الثالثة ( أم خليل ) 3 أبناء وبذلك يكون مجموع الأبناء "11".
أمنيات
توجه شهيدنا مع عدد من رÙاقه لأداء Ùريضة الØج. Ùكان يرقب رؤية الكعبة المشرÙØ© ليدعوا الله دعوة كان يعلم يقينا بأن الله لن يرده خائبا Ù‹ Ùيها, Ùدعى الله أن يرزقه الشهادة وأن يعتق رقبته من النار.
Ùكان له ما تمنى وصدق الله Ùصدقه الله Ùأكرمه بالشهادة مقبلاً غير مدبر ÙÙŠ أيام Øرم هي عند الله عظيمة ÙÙ†Øسبه شهيداً ولا نزكي على الله Ø£Øداً.
ما قبل الاستشهاد
قبل يوم واØد من استشهاده، أصر على دعوة الأسرى المØررين العائدين إلى ديارهم وهم خالد الجعيدي وياسر الخواجة ورائد أبو لبدة إلى طعام العشاء ÙÙŠ منزل الشهيد القائد Ù…Øمد الشيخ خليل إلى جانب عدد من قيادات Øركة الجهاد الإسلامي وجناØها العسكري "سرايا القدس".
وأبدى الجميع سعادتهم من هذا اللقاء الذي عزز بدوره أواصل الثقة بين القيادة مع إخوانهم الأسرى المØررين من سجون الاØتلال.
وكان عازما ًعلى المشاركة ÙÙŠ المهرجان الذي كانت تنوي Øركة الجهاد الإسلامي القيام به بمدينة رÙØ ÙÙŠ ذكرى استشهاد الدكتور ÙتØÙŠ الشقاقي واØتÙاءً بتØرير عدد كبير من الأسرى من سجون الاØتلال الظالمة، إلا أن نبأ استشهاده ورÙاقه كان سباقاً وارتقى لجوار ربه شهيداً يرقب Ø£Øبابه من هناك.
صÙاته
كان شهيدنا متواضعاً وقريبا من الناس ويØب مساعدتهم ولا يردهم خائبين, وكان مؤثراً على Ù†Ùسه. كما عر٠بالصلابة وبرجاØØ© العقل والتدبير والØنكة ÙÙŠ العمل العسكري. وكل من عاش معه وراÙقه Ø£Øبه Øتى إننا رأينا ÙÙŠ موكب تشييعه العشرات ممن قد ذرÙوا الدموع على Ùراقه.
رØلة جهادية مشرÙØ©
تأثر شهيدنا المقدام "أبو خضر" ÙÙŠ الÙترة الأخيرة بشقيقه الشهيد القائد Ù…Øمد الشيخ خليل Ø£Øد أبرز قادة السرايا، والذي شهد له الجميع بالإخلاص والتÙاني ÙÙŠ العمل وأØبه كل من عرÙÙ‡ وعمل معه.
وبدأ شهيدنا نشاطه ÙÙŠ بدايات انتÙاضة الأقصى المباركة مع الشهيد القائد Ù…Øمد الشيخ خليل والشهيد القائد خالد عواجة Øيث برع الشهيد رØمه الله ÙÙŠ العمل التقني.
ÙˆÙÙŠ بدايات العمل التقني ورغم Ø´Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ø¯ المستخدمة ÙÙŠ عملية التصنيع كان الشهيد رØمه الله دائما يبØØ« عن البدائل التي تسد العجز والخلل ومواصلة العمل.
ويذكر لشهيدنا القائد "Ø£Øمد الشيخ خليل" العديد من الأعمال الجهادية البارزة والهامة ÙÙŠ تاريخ سرايا القدس ومنها:
- شارك ÙÙŠ تجهيز جيب Ù…Ùخخ لإخوانه بلجان المقاومة الشعبية لتنÙيذ عملية بالقرب من معبر رÙØ Ø¨Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù… 2004Ù… والتي أسÙرت عن وقوع العديد من القتلى والجرØÙ‰.
- كان المسئول الأول عن تجهيز جميع العبوات التي استخدمها الاستشهاديين لتنÙيذ عمليتي "ÙØªØ Ø®ÙŠØ¨Ø±" Ùˆ"الÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¨ÙŠÙ†" داخل مغتصبة "موراج".
- أشر٠على تدريب الشهيد المجاهد Ù…Øمد الراعي على كيÙية استخدام قاذ٠الآر بي جي ÙÙŠ اللØظات الأخيرة قبل انطلاقه لتنÙيذ عملية إطلاق القذيÙØ© التي أدت إلى تÙجير دبابة الميركÙاة ÙÙŠ ذلك الوقت.
- استهد٠جيب عسكري بالقرب من منطقة الشعوث بقذيÙØ© آر بي جي Ùلم تتمكن القذيÙØ© من إصابة الجيب إصابة مباشرة ولاذ جنديين بالÙرار من الجيب، Øيث قام بقنصهما وإصابتهما.
- الإشرا٠على تنÙيذ عملية رÙÙŠØ ÙŠØ§Ù… للاستشهاديين أيمن الجزار وطارق أبو Øسنين، Øيث قام بتوصيل الاستشهاديين إلى نقطة الصÙر لتنÙيذ العملية وقام بالتغطية Øتى يتمكن الاستشهاديان من الدخول إلى عمق المغتصبة.
- قام بتصنيع أول قطعة من قاذ٠الـ "p2" وتم استخدامه بشكل Ùعال من قبل مجاهدي السرايا.
- تمكن من استخدام العديد من المواد البديلة ÙÙŠ تصنيع العبوات والصواريخ.
- قام بتصنيع وتطوير القنابل والعبوات والصواريخ بشكل مذهل .. Øتى وصلت لما هي عليه الآن.
- والجدير ذكره أن الشهيد Ø£Øمد الشيخ خليل رØمه الله تعرض لعدة عمليات، وبØمد الله جميعها باءت بالÙشل وكان Ø£Øدها عملية اغتيال تعرض لها هو وأخوه الشهيد Ù…Øمود الشيخ خليل أدت إلى بتر يده اليسرى وتعرض جسمه للØرق بشكل كامل بنسبة تتجاوز 60% والتي على أثرها أيضاً Ùقد السمع ÙÙŠ أذنه اليسرى والأذن اليسرى كانت ÙÙŠ Ø£Ùضل Øالاتها لا تتجاوز نسبة 50%.
- ورغم Øجم الإصابة التي تعرض ÙÙŠ آخر Ù…Øاولة اغتيال إنه أبى إلا أن يشارك أخيه الشهيد القائد Ù…Øمد الشيخ خليل ÙÙŠ تجهيزه لعملية جسر الموت البطولية, وكان عازماً رØمه الله على مواصلة الدرب Øتى يلقى الله عز وجل مقبلاً غير مدبر.
ÙˆÙÙŠ العام 2005 Ù… ساÙر لرØلة علاج إلى الخارج استمرت إلى أكثر من 8 شهور أجرى خلالها العديد من العمليات الجراØية التي تعينه على ممارسة Øياته اليومية بشكل قريب من الوضع الطبيعي، وخلال تلك الÙترة التي كان يقضيها "أبو خضر" بالخارج للعلاج تعرض أخيه الشهيد القائد Ù…Øمد الشيخ خليل لعملية اغتيال مع رÙيق دربه الشهيد نصر برهوم أدت إلى استشهادهم على الÙور, وتجدد Ùصل من Ùصول الألم بÙراق والمربي الشهيد أبو خليل رØمه الله.
ÙˆÙÙŠ تلك الظرو٠القاسية التي تعرض لها كان بإمكانه أن يلقي Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ£Ù† ينأى بنÙسه بعيداً عن طريق الجهاد، إلا أنه أصر على مواصلة درب الشهداء الذي رسمت معالمه بالدماء والأشلاء.
وبعد عودته من رØلة العلاج Øمل على عاتقه مسئولية كبيرة ÙÙŠ إدارة Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù‡Ù†Ø¯Ø³Ø© والتصنيع بسرايا القدس على مستوى قطاع غزة، Ùأبدى مهارة Ùائقة ÙÙŠ هذا المجال وبدت بصماته واضØØ© ÙÙŠ العمل الجهادي Ù„Øتى يومنا هذا.
رØلة الخلود
وبينما كان شهيدنا يعد العدة مع إخوانه ÙÙŠ ÙˆØدة الهندسة والتصنيع للذود عن أبناء قطاع غزة الصامد ويذيق العدو الغاصب من كأس الموت الذي تجرّعه أبناء شعبنا، وبينما هو كذلك، إذ بطائرات الاØتلال الصهيوني التي كانت تجوب سماء القطاع ÙÙŠ التاسع والعشرين من أكتوبر لعام 2011Ù…ØŒ تستهدÙÙ‡ بعدة صواريخ هو ورÙاق دربه المجاهدين الأطهار أبناء سرايا القدس: الشهيد القائد "Ù…Øمد عاشور"ØŒ من سكان خان يونس، والشهيد القائد "عبد الكريم شتات"ØŒ من سكان خان يونس، الشهيد القائد "عبد الكريم المصري"ØŒ من سكان مدينة خانيونس، والشهيد القائد "Øسن الخضري"ØŒ من سكان مدينة غزة، Øيث ارتقى الخمسة إلى العلياء شهداء مقبلين غير مدبرين ولا نزكي على الله Ø£Øدا.
كلمة الخنساء
أم رضوان الشيخ خليل تثبت للعالم بأسره أن Ùداء سيدنا إبراهيم لابنه إسماعيل تقدمه Ùلسطين الآن بخيرة أبنائها ورجالها المخلصين ولن تØيد عن درب الجهاد والمقاومة Øتى تØرير كامل تراب Ùلسطين واسترداد الØقوق والثوابت المسلوبة.
تقول: "خنساء Ùلسطين" أم رضوان التي قدمت خمسة من Ø£ØÙادها شهداء ÙÙŠ سبيل الله وهم (شر٠- أشر٠- Ù…Øمود - Ù…Øمد - Ø£Øمد)ØŒ "توÙÙŠ زوجي منذ 30 عاما وربيت أطÙالي يتامى بلا أب ولا معيل لعائلتي، واليوم أقوم بتربية Ø£ØÙادي اليتامى دون شكوى أو سؤال Ø£Øد"ØŒ متسائلة: "لكن ما ذنب زوجاتهم الأرامل وأطÙالهم اليتامى بذلك كله".
وأضاÙت بكل صبر: "لم يكن بالأمر السهل أن تربي أم عشرة أطÙال ÙˆØدها دون معيل ومساعدة من Ø£Øد واليوم تتكÙÙ„ بتربية Ø£ØÙادها، لكن الله ربط على قلبي وألهمني الإيمان والصبر".
وتابعت الØاجة أم رضوان: " لست نادمة لأنني قدمت أبنائي شهداء لله، لقد قدمت 4 شهداء ÙÙŠ السابق وها أنا اليوم أقدم الشهيد الخامس, ÙˆÙخورة بهم كل الÙخر بكونهم مجاهدين ÙÙŠ سبيل الله، واستطاعوا أن ينالوا شر٠الشهادة الذي ÙŠØ·Ù…Ø Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ±ÙŠÙ† للØصول عليها".
وأعربت عن أملها ÙÙŠ أن يكون جميع شباب Ùلسطين مثلهم، أن يجاهدوا ÙÙŠ سبيل الله وأن لا يرضخوا لمØاولات الاØتلال لتجنيدهم عملاء لهم ضد شعبهم ووطنهم، مؤكدة أن ما Øققه أبنائها شر٠تÙتخر به طالما بقيت على قيد الØياة.
وتÙضي٠والدة الشهيد: "أبنائنا للجنة وأبنائهم وقتلاهم للنار، لأن أبنائنا ثابتين على دينهم، وهم مرعوبين من مواجهة أبنائنا"ØŒ داعية الله أن يرمل نسائهم ويثكل أمهاتهم وييتم أطÙالهم (اليهود).
وتتابع وهي ترÙع يديها إلى السماء "الله ينصر المقاومة ويÙرØنا بنصر المقاومة، واندØار اليهود عن كل أرضنا".
وعن استقبالها لخبر استشهاد Ø£Øمد، تقول أم رضوان: "تقبلت الخبر بكل Ùخر ÙˆÙرØØ› لكنني أشعر بØزن كبير Ù„Ùراقه، لأنه الابن الخامس، ولا يسعني إلا أن أقول لا إله إلا الله وإنا لله وإنا إليه راجعون".
لله درك٠يا خنساء Ùلسطين وأنتي اليوم تقÙين بكل شموخ ÙÙŠ عرس جديد من أعراس الدم والشهادة.. تقÙين لتودعين نجلك القائد "أبو خضر" والإيمان الجازم بوعد الله يملئ قلبك الطاهر صبراً واØتساباً وثباتاً ÙÙŠ أكثر المواق٠شدةً ÙÙŠ الØياة.
(المصدر: سرايا القدس، 29/10/2011)