المحرر "الديك" يروي تفاصيل عملية حفر نفق الهروب من سجون الاحتلال

طوال فترات اعتقاله كانت البطاقة الحمراء المروِسة على ملفه تسبقه في التعريف عنه، فهو أحد أخطر المعتقلين في السجون الإسرائيلية، إنه الأسير أمجد الديك منفذ عملية الهروب الأكبر في تاريخ السجون الصهيونية.

يقول الديك، الذي أفرج عنه في 24 من يناير- كانون ثاني بعد تأخير بالإفراج عن موعده الأصلي ثمانية أشهر:" خلال تنقلاتي الكثيرة بالسجون كان كل ضابط أو جندي يصله ملفي ويرى البطاقة الحمراء يستنفر ويبدأ بإجراءاته القمعية ضدي".

وبدأت قصة الأسير الديك (38 عاما) مع البطاقة الحمراء، وهو من بلدة كفر نعمة الواقعة إلى الغرب من رام الله، ومنذ اعتقاله بعد سبعه أشهر من تمكنه من الهروب من سجن عوفر في العام 2003، ومنذ ذلك الحين فرضت عليه إجراءات مختلفة عن باقي الأسرى، حيث تعمدت مصلحة السجون عقابه عن طريق تنقله الدائم بين السجون، كما يقول:" لم يسمح لي البقاء في سجن أكثر من عام واحد، وداخل السجن كنت أُنقل كل سته أشهر من القسم، إلى جانب التنقلات الدائمة بين الغرف داخل الأقسام".

الديك اعتقل وهو طالب في جامعة بيرزيت في العام 2001 في سنته الثالثة بتخصص علوم مالية ومصرفية، على أحد الحواجز التي تفصل بلدته عن المدينة رام الله. تعرض خلال اعتقاله لتعذيب جسدي ونفسي قاسي، بتهمة المشاركة في تنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال.

وخلال توقيفه الذي استمر قرابة العامين، التقى بابن بلدته الشهيد رياض خليفة، قائد سرايا القدس في رام الله، في أيار من 2005.

خلال الفترة البسيطة التي قضاها الديك مع خليفة في السجن، وكان خلفية موقوف أيضا لم يصدر بحقه حكم بعد، قررا مع الأسير "خالد شنايطه"، من بلدة العبيدية في بيت لحم، الهروب من السجن، وبالفعل استطاع الثلاثة على مدار أيام من حفر نفق يمتد من غرفة "الخيام" التي كانوا فيها وحتى خارج السجن.

عملية الحفر تمت رغم ظروف المراقبة اليومية ووجود أسرى أخرين في القسم، ولكن بتوفيق من الله أولا، وإرادة الأسرى الثلاثة، كما يقول أمجد، تمكنوا بالملاعق وأظافرهم من حفر النفق وطوله حوالي 15 مترا على مدار 17 يوماً.

تنسم "أمجد" حريته رغم قيد الاحتلال وبالفعل استطاع خلال سبعه أِشهر من المطاردة والاستنفار "الإسرائيلي" الاحتفاظ بهذه الحرية، قبل أن يخوض هو ورفاقه معركة بطولية في أحد جبال قريته في 13 ديسمبر- كانون أول 2003 استشهد خلالها القائد رياض خليفة واعتقل أمجد.

بعد اعتقال أمجد حكم بالسجن 15 عاما بتهمة الهروب من السجن، إلى جانب التهم التي كانت موجه إليه في القضية السابقة.

يتحدث أمجد عن سياسية الاحتلال بمعاقبة كل أسير هرب أو حاول الهرب أو خطط للهروب، من خلال إجراءات قمعية عنوانها "البطاقة الحمراء" يقول:" صاحب البطاقة الحمراء في السجن له إجراءات خاصة، ويعيش حالة عدم استقرار مستمرة بسبب تنقلاته الدائمة، ومجرد رؤية الشرطي للبطاقة يسمح له القيام بأي إجراء قمعي وعقابي بحق السجين، إلى جانب تفتيش "البرش" الأسير أسبوعيا، وعلى عكس باقي الأسرى يخرج للزيارة الأهل مقيد اليدين".

هذا يضاف لسلسة من الإجراءات القمعية التي تمارسها سلطات الاحتلال على كل الأسرى ضمن سياستها ضد الأسرى بشكل عام، ولعل أكثر ما علق ببال أمجد من هذه الإجراءات عمليات القمع والتفتيش الليلي واقتحام الجنود لأقسام الأسرى واستباحة خصوصيتهم دون أن يكون لديهم القدرة على صد هذه الاعتداءات.

ولم تتوقف الإجراءات القمعية والانتقامية بحق أمجد عند هذا الحد، فبعد انتهاء حكمه في تموز الفائت، كان تحويله لمحكمة جديدة والحكم عليه في نوفمبر بالسجن ثمانية أشهر إضافية ومبلغ مالي غرامة (50 ألف شيكل) بحجة حيازته لجهاز تلفون محمول في غرفته، يقول أمجد:" أصعب فترات على الأسير هي ترقب موعد الإفراج عنه ثم يتم تمديد اعتقاله ومنعه من الحرية، تحت ذرائع واهية القصد منها كسر إرادة الأسير.

المصدر/ فلسطين اليوم