مؤسسة مهجة القدس ©
دراسة: الأوضاع التعليمية للأسرى الÙلسطينيين ÙÙŠ السجون
دراسة: الأوضاع التعليمية للأسرى الÙلسطينيين ÙÙŠ السجون
الباØØ«: رأÙت Øمدونة
صادرة عن مركز الأسرى للدراسات
"الØÙلة انتهت" هذه عبارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ÙÙŠ أعقاب سياسة التضييق على الأسرى، التي بدأها بمنع الثانوية العامة، والانتساب للجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل ÙÙŠ الثالث والعشرين من Øزيران 2001ØŒ الأمر الذى شكل عدواناً على المعتقلين وانتهاكاً للمادة 28 من اتÙاقية جني٠الثالثة التي أكدت على تشجيع الأنشطة الذهنية والتعليمية للأسرى من قبل الدولة الØاجزة [1].
لا يق٠الأمر على عدم التزام اسرائيل بتلك الاتÙاقيات، بل تعدت ذلك بمØاربة وعرقلة تلك الجهود بمنع إدخال الكتب التعليمية بكل مراØلها، ورÙضت توÙير القاعات والصÙو٠الدراسية، وعاقبت من يقوم بالدروس والمØاضرات، ومنعت دخول الكتب المنهجية والمجلات والأبØاث والدراسات العلمية، ومنعت الالتØاق بأى مدارس أو جامعات أو مؤسسات تعليمية أو أكاديمية، ومنعت إيجاد معلمين من الأسرى الÙلسطينيين للأشبال القاصرين، ومنعت الأدوات الدراسية والقرطاسيات والألواØØŒ وقامت بالكثير من الخطوات التى تهد٠لتجهيل الأسرى وعدم الاستÙادة من أوقاتهم [2].
وبالرغم من الظرو٠القاسية والمضايقات المريرة ÙÙŠ السجون، Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ بإصرارهم وتضØياتهم ونضالهم المستمر، تدريجياً وبشكل تراكمي ÙÙŠ تØويل السجون والمعتقلات الإسرائيلية من Ù…Øنة إلى منØØ© يستÙاد منها، ومن مداÙÙ† للرجال والطاقات، وأمكنة مظلمة، إلى قلاع ثورية مشرقة، وجعلوا من سجونهم مدارس وجامعات Ùكرية متعددة ومتنوعة، خرجت أجيالاً متعاقبة من المتعلمين والمثقÙين ومن ØÙظة القرآن والمبدعين [3].
ÙÙŠ هذه الدراسة سيتناول الباØØ« الخطوات النضالية التي انتصرت على القيد بتØقيق الØد الأدنى من المتطلبات والاØتياجات، وصولاً للانتساب للجامعات الÙلسطينية والعربية والدولية، وأشكال التعليم ÙÙŠ السجون، بدءاً ببرامج Ù…ØÙˆ الأمية Øتى الØصول على الدراسات العليا، وتعلم اللغات وعلى رأسها "العبرية والإنجليزية"ØŒ وشكل الجلسات ÙˆØلقات العلم والدراسة ÙÙŠ القرآن والعلوم الأخرى.
كثيرة هي الوسائل التعليمية التي اتبعها الأسرى ÙÙŠ السجون تØدياً للسجان، Øتى Øولوا Ù…Ùهوم السجن من بديل Ù„Øبل المشنقة إلى أكاديمية ثورية ÙˆÙكرية وتربوية وتعليمية من خلالها يتم تكريس ثقاÙØ© الØÙ‚ الÙلسطيني ÙÙŠ وجه الظلم الإسرائيلي، ÙÙŠ ذلك الصراع الأشد بين الجدران والزنازين، Øيث يقاتل الجسد والوعى معاً، ÙÙŠ اشتباك Ùكرى يومي دÙاعاً عن الأمل والبقاء والØرية [4]ØŒ وعلى الصعيد التعليمي Ùهنالك Ù…Ùاصل أساسية استطاع الأسرى تØقيق نجاØات ملÙتة ومبدعة Ùيها ومنها:
أولاً- Ù…ØÙˆ الأمية:
اعتقل ÙÙŠ السجون الإسرائيلية ما يقارب من المليون من كل Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ الÙلسطيني من Øملة الشهادات العليا والمثقÙين والأكاديميين والموظÙين، ومنهم من طبقة الÙلاØين والصيادين ومن رعاة الأغنام ÙÙŠ القرى النائية والبادية ممن خرجوا من المدارس ÙÙŠ سن مبكرة، والأطÙال بعمر 14 عام وأقل، والأسيرات من ربات البيوت والقاصرات، ممن هن بØاجة للبدء معهم من المراØÙ„ الأساسية للتعليم، Øتى من مرØلة Ù…ØÙˆ الأمية.
ركزت اللجان الثقاÙية ÙÙŠ السجون على متابعة تلك الشريØØ© على قلتها، وكلÙت الكوادر المتعلمة [5] ذات القدرة والكÙاءة بتدريسهم من خلال جلسات جانبية، واستطاعت الØركة الأسيرة أن تقضى على هذه الظاهرة من خلال التشجيع، وأØياناً الإجبار للاعتماد على ذواتهم وتطويرها خلال سنوات الاعتقال الطويلة، وهكذا تØولت غر٠السجون إلى صÙو٠دراسية وثقاÙية، Ùاهتم الأسرى بتØصيلهم الدراسي[6].
وهنالك نماذج إبداعية مرت بتلك المرØلة وكان لها الأثر الكبير ÙÙŠ قضية الأسرى بعد التØرر أمثال مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الØركة الأسيرة ÙÙŠ جامعة القدس – أبو ديس الدكتور Ùهد أبو الØاج الذى دخل السجون أمياً، Øتى Øصل درجة الدكتوراه، وقال ÙÙŠ كلمته ÙÙŠ اÙØªØªØ§Ø Ù…Ø¤ØªÙ…Ø± إبداعات انتصرت على القيد ÙÙŠ الخامس والعشرين من العام 2011 " زج بى أمياً خل٠القضبان، لكنى وجدت ÙÙŠ التجربة Ù…Øركاً وداÙعاً لكى استثمر سنوات الاعتقال ÙÙŠ تطوير إمكانياتي وقدراتي، Ùاستكملت كل البرامج والمقررات الدراسية، لأتخرج وألتØÙ‚ بالجامعة وها أنا أنجزت رسالة الدكتوراة، وأعتر٠لولا تجربة الاعتقال لما تسنى لى تØقيق كل ذلك، وأق٠أمامكم لأعبر عن امتناني لكل من علمني ØرÙاً أو أبدى لى مشورة أو نصيØØ© ÙÙŠ الاعتقال " [7].
نموذج آخر المناضلة المرØومة زكية شموط التي قامت قبل أن تÙعتقل بـ 7 عمليات Ùدائية كبيرة كبدت اسرائيل خسائر مادية وبشرية ضخمة، من الستينات ÙˆØتى عام 1972 يوم تم اعتقالها[8]ØŒ التي Øوكمت بالمؤبد مدى الØياة وتم الاÙراج عنها ÙÙŠ تبادل 1985Ù…ØŒ دخلت السجن أمية ولكنها تعلمت بمساعدة رÙيقاتها المناضلات ÙÙŠ سجن Ù†ÙÙŠ تريتسا بسجن الرملة، ووصلت إلى الص٠الخامس ابتدائي ÙÙŠ Ùترة وجيزة [9]. والأمثلة كثيرة ولا Øصر لها.
ثانياً- الثانوية العامة:
بدأ تقديم امتØان الثانوية العامة "التوجيهي" ÙÙŠ بعض السجون ÙÙŠ العام 1971ØŒ واشترطت Øينها إدارة السجون أن يمضى الأسير أكثر من عام ÙÙŠ الاعتقال، ورÙضت إدارة سجن عسقلان Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ùقة لغير العاملين ÙÙŠ المراÙÙ‚ العامة لنيل المواÙقة، الأمر الذى اعتبره الأسرى نوع من الابتزاز وقرروا اتخاذ موق٠جماعي بمقاطعة الامتØانات [11]ØŒ وعلى صعيد الأسيرات ربطت إدارة المعتقل بين سلوك المعتقلة وبين إعطاءها الØÙ‚ ÙÙŠ تقديم امتØانات الثانوية العامة ووضعت العراقيل من أجل تعطيل الأمر [12].
ومع ذلك استطاع الأسرى والأسيرات بعد العديد من الإضرابات المÙتوØØ© عن الطعام من انتزاع Øقهم ÙÙŠ التعليم ÙˆÙقاً للنظام التعليمي خارج السجون، ÙˆÙ†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¢Ù„Ø§Ù Ù…Ù†Ù‡Ù… ÙˆØصلوا على أكثر من شهادة للثانوية العامة [13] ÙÙŠ الÙرعين " العلمي والأدبي " خلال اعتقالهم.
ÙÙŠ السابع عشر من مارس 2009 قررت الØكومة الإسرائيلية، ÙÙŠ سياق الجهود للإÙراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بمناقشة عدد من الاقتراØات للتضييق على الأسرى الأمنيين المسجونين ÙÙŠ إسرائيل، كوسيلة للضغط على Øركة Øماس، وتم تعيين لجنة لهذا الغرض برئاسة وزير الأمن الداخلي، ووزير الزراعة، ونائب رئيس الوزراء، على أن تقوم اللجنة بتقديم عدد من الخطوات على هذا الصعيد، كوق٠الزيارات، وق٠زيارة منظمة الصليب الأØمر الدولي للأسرى الÙلسطينيين Øتى Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨Ø²ÙŠØ§Ø±Ø© الصليب للجندي شاليط، وق٠تØويل الأموال Ù„Øسابات الأسرى، وتقنين المشتريات عن طريق كانتين السجن، وق٠القنوات الÙضائية ووسائل الترÙيه، ووق٠زيارة المØامين والمؤسسات الأخرى باستثناء زيارة المØامي الخاص الموكل ÙÙŠ القضية للأسير [14].
ومن إجراءات التضييق أوقÙت اسرائيل المسيرة التعليمية ÙÙŠ السجون وعلى رأسها منع الثانوية العامة، إلا أن الأطرا٠الثلاثة الرئيسية ( الأسرى وهيئة شؤون الأسرى والمØررين ووزارة التربية والتعليم العالي ) وضمن منظومة متكاملة من الخطوات والإجراءات المدروسة نجØوا ÙÙŠ تجاوز الرÙض الإسرائيلي وتخطي المعيقات الموضوعية، بما لا يتعارض والنظام التعليمي ÙÙŠ Ùلسطين، ÙاتÙقوا على نظاماً يضمن التعليم، ومصداقية وشÙاÙية الامتØانات برقابة مشرÙين أكÙاء من الأسرى ÙÙŠ الأقسام، عبر لجنة يتم تشكيلها من قبل قيادة الاسرى مكونة من أسرى أكاديميين ÙŠØملون شهادات عليا بكالوريوس وماجستير تقدم اسماءهم وشهاداتهم هيئة شئون الاسرى والمØررين لوزارة التربية والتعليم العالي والتي تقوم باعتمادهم كلجنة امتØانات مهمتها اعداد وتجهيز الامتØانات ÙˆØ§Ù„ØªØµÙ„ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø±Ø§Ù‚Ø¨Ø© ووضع العلامات والنتائج، وترسل النتائج عبر مسؤول اللجنة داخل السجن الى هيئة شؤون الاسرى والمØررين والتي بدورها ترسل النتائج الى التربية والتعليم للمصادقة عليها واعتمادها [15]ØŒ وبموجب هذا الاتÙاق تم تقديم امتØانات الثانوية العامة ÙÙŠ السجون التى تواÙر Ùيها المشرÙون للعام 2014ØŒ Øيث من تقدم للامتØانات 1200 طالب أسير، Ù†Ø¬Ø Ù…Ù†Ù‡Ù… 411 طالب أسير، Ùˆ321 أسير لم تنطبق عليهم الشروط التى وضعتها وزارة التربية والتعليم، والباقى لم ÙŠØالÙÙ‡ الØظ Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆÙÙ‚ هيئة شؤون الأسرى [16]ØŒ Ùˆ ÙÙŠ العام 2015 تقدم للامتØانات (962) طالب أسير Ù†Ø¬Ø Ù…Ù†Ù‡Ù… (665) [17]ØŒ من ضمنهم 30 أسيراً من أصل 58 من أسرى قطاع غزة ØŒ وبهذا لم تتوق٠المسيرة التعليمية ÙÙŠ سجون الاØتلال الإسرائيلي منذ عقود وبقيت مستمرة رغم أن٠السجان [18].
ثالثا- الجامعات:
تطلع الأسرى بالكثير من Ø§Ù„Ø´ØºÙ ÙˆØ§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ù„ØªØقيق مطلب الانتساب والتعليم ÙÙŠ الجامعات، والØصول على شهادات تنÙعهم بعد تØررهم، وتكون مادة لتØدى السجان للاستÙادة من سنى اعتقالهم بالناÙع المÙيد، وكانوا على استعداد للدخول ÙÙŠ أكثر المعارك شراسة مع المØتل ولو كلÙهم الأمر ما كل٠من أجل تØقيق هذا الطموØØŒ وكانت المعركة الأقوى مع الاØتلال بخطوة الاضراب المÙØªÙˆØ Ø¹Ù† الطعام ÙÙŠ 27/9/1992ØŒ والتي استغلها الأسرى Ù„Ø·Ø±Ø Ù‚Ø¶ÙŠØ© التعليم الجامعي والانتساب للجامعات الÙلسطينية والعربية والدولية، ÙˆÙÙŠ نهاية المطا٠وبعد رÙض قاطع من قبل إدارة السجون لمبررات واهية تتعلق بالكيÙية ÙÙŠ تنظيم الأمر، والمناهج الدراسية التØريضية من وجهة نظرهم، كان هنالك ØÙ„ وسط Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ الانتساب إلى الجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل باللغة العبرية.
1- الجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل:
اعتبر الأسرى Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØاق بالجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل بمثابة الشرط التعجيزي لعدة أسباب منها: الدراسة باللغة العبرية بشكل كامل، وتكالي٠الدراسة العالية وكيÙية تأمينها، بالإضاÙØ© لرÙضهم المطلق للتعامل مع المؤسسات الاسرائيلية كمؤسسات عدو، ومع هذا أصر الأسرى على مواصلة مسيرتهم التعليمية بعد المشاورة مع كل القيادات داخل السجون وخارجها، كونه الخيار الوØيد أمامهم [19].
وبدأ العشرات من الأسرى بتعلم اللغة العبرية، والانتساب للجامعة التي تعار٠عليها الأسرى باسم " الجامعة العبرية "ØŒ ÙˆØقق الكثيرون أعلى الدرجات، ÙˆØصل الباØØ« من هذه الجامعة على شهادة امتياز لعام 2001ØŒ وتخرج بنسبة 84% ÙÙŠ العام 2004 قبل الإÙراج عنه.
ويرى الباØØ« أن التعلم ÙÙŠ الجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ إسرائيل كان له الكثير من الايجابيات، منها : دÙع الأسرى جماعات لتعلم اللغة العبرية كشرط بداية، والإنجليزية كشرط نهاية، وملأ الأسرى المنتسبين أوقاتهم ÙÙŠ الدراسة للØصول على شهادات البكالوريوس والماجستير، واستطاع ما يزيد عن المئة خريج قبل المنع أن ÙŠØصلوا على شهادات قامت بتصديقها ومعادلتها وزارة التربية والتعليم العالي الÙلسطيني بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمØررين، بموجب اتÙاق ÙÙŠ العام 2010ØŒ واستطاع أولئك الأسرى بعد تØررهم أن يتØولوا إلى خبراء ÙÙŠ الشأن الإسرائيلي، ومنهم من أبدع ÙÙŠ الكتابة والتØليل والترجمة بشهادات معتمدة من وزارة العدل، وعدد منهم أسس مراكز أبØاث مختصة بالشأن الإسرائيلي كمركز أطلس ونÙØØ© والأسرى للدراسات والأبØاث الإسرائيلية وغيرها، ومنهم من تبوأ مراكز وظيÙية عليا كالباØØ« الذى شغل مستشاراً لوزير شؤون الأسرى والمØررين ÙÙŠ الشأن الإسرائيلي بدرجة مدير عام، وقدم برنامجاً إذاعياً لمدة عشر سنوات متتالية على إذاعتي القدس والأسرى من غزة باسم المشهد الآخر، وبرنامج تلÙزيوني على Ùضائية هنا القدس باسم "اسرائيل من الداخل"ØŒ وغيره كثر، واستطاع الأسرى من خلال تعمقهم ÙÙŠ دراسة المجتمع الإسرائيلي أن يقرؤوا أوضاع إسرائيل العسكرية Ùˆ السياسية والاقتصادية والأوضاع الاجتماعية.
ويسجل الباØØ« تجربته ÙÙŠ اختيار بØØ« التخرج الذى أثار جدلاً مع ضابط القسم، كونه أثبت صØØ© موق٠تمرد الطيارين الإسرائيليين على القرارات العسكرية الإسرائيلية ÙÙŠ أعقاب استشهاد 16 Ø·ÙÙ„ Ùلسطيني ÙÙŠ عملية استهدا٠الأسير المØرر الشهيد ØµÙ„Ø§Ø Ø´Øادة بقطاع غزة، ورغم استهجان الإدارة لانتقاء الموضوع إلا أن الباØØ« أصر على اختياره، ÙˆÙ†Ø¬Ø ÙˆØªØ®Ø±Ø¬ به.
لم يرق لأجهزة الأمن هذا الØال بعد انقلاب السØر على الساØر، لأن الأسرى أبدعوا ÙÙŠ دراستهم، ÙˆØصلوا علامات عالية Ùاقت علامات السجانين اللذين كانوا يدرسون معهم ÙÙŠ Ù†Ùس الجامعة، Ùبدأت إدارة السجون الإسرائيلية ÙÙŠ العام 2006Ù… بوضع العقبات والعراقيل ÙÙŠ وجه هذا المشروع للتنصل منه " كمنع الأسرى الجدد من مبدأ الانتساب للجامعات بشكل مزاجي، وعقاب الطالب الجامعي الأسير بالانقطاع عن التعليم عند أي مبرر [20].
ÙˆØددت عدد الأسرى الممكن انتسابهم للجامعة ÙÙŠ كل سجن، وعدم انتساب أسير جديد Øتى يتم تخرج أسير، ومنع الطلبة الأسرى من التعليم ÙÙŠ تخصصات معينة كالعلوم ومن كورسات كالثورات العالمية، ومنع المشر٠الجامعي من لقاء الطالب الأسير إلا مرة واØدة ÙÙŠ الÙصل، وتم سØب الكتب ولمبة الضوء عند نقل الطالب الأسير من سجن لآخر Øتى ÙŠØصل على مواÙقة جديدة من إدارة السجن الذي ينزل إليه، ÙˆØصر دÙع الرسوم التي تكÙلت بها السلطة الÙلسطينية عن طريق وزارة شؤون الأسرى والمØررين برقم Øساب واØد للجميع الأمر الذي أوجد Øالة من الإرباك والخلل ÙÙŠ توزيع الرسوم على الطلبة ÙˆÙÙ‚ الØاجة، ومنعت إدارة السجون الأسرى من إدخال الكتب المساندة لدراستهم وإعداد أبØاث تخرجهم[21] "
لم تتوق٠إدارة مصلØØ© السجون الإسرائيلية عند هذا الØد من العقبات، بل أصدرت وبدعم سياسي وتØريض إعلامي إسرائيلي قراراً بمنع الأسرى من الانتساب للجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ إسرائيل ÙÙŠ Øزيران 2011ØŒ ÙˆØينما قدم الأسرى استئناÙاً للمØكمة الإسرائيلية العليا، مطالبون Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡Ù… بالاستمرار بالتعليم الجامعي لتضررهم من المنع، كان القرار النهائي السلبى ÙÙŠ نيسان 2014 برÙض الاستئناÙØŒ والغريب ÙÙŠ الأمر أن رئيس المØكمة العليا الأسبق القاضي (المتقاعد) "آشر غرونيس" اعتبر أن الرÙض والتمييز بين الأسرى الجنائيين والأسرى الأمنيين ÙÙŠ التعليم، Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ الجنائيين هو تمييز قانوني وشرعي، وانّ قرار سلطة السجون بالمنع الجار٠لتعليم الأسرى الÙلسطينيين المسجونين على خلÙية سياسية هو قرار تناسبي ومعقول.
ÙˆÙÙŠ أعقاب استمرار المنع صدر بيان ÙÙŠ 7/1/2013 باسم عشرات الأكاديميين من هيئة التدريس ÙÙŠ الجامعة المÙتوØØ© والمؤسسات الØقوقية والتعليمية ÙÙŠ اسرائيل قالوا Ùيه " Ù†ØÙ† أعضاء هيئة التدريس والعاملين ÙÙŠ الجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ إسرائيل، نسجل اØتجاجنا على قرار المØكمة الإسرائيلية العليا برئاسة القاضي السابق أهرون براك والذى Øرم الأسرى الأمنيين الÙلسطينيين من ممارسة Øقهم ÙÙŠ التعليم الجامعي كضغط على Øركة Øماس للإÙراج عن شاليط، ومع أن شاليط تم الإÙراج عنه ÙÙŠ صÙقة 2011ØŒ إلا أن الخطوات التي اتخذت لأجل ذلك لازالت مستمرة رغم الإÙراج عنه، نطالب بعودة التعليم للأسرى كجزء من رسالة الجامعة التي لا تضع شروطاً للانتساب لها بغض النظر عن العرق، والدين، والجنس والقومية "[22].
Øينها لم يكن بد أمام الأسرى إلا أن يبØثوا عن البديل، كون أن التÙكير ÙÙŠ التعليم الجامعى والØصول على الشهادات يعد من أولى أولويات الأسرى ÙÙŠ السجون، ولربما Ùاق تÙكيرهم ÙÙŠ الطعام والشراب .
2- الجامعات الÙلسطينية:
اهتم المعتقلون مبكراً بالدراسة الجامعية، ÙˆØاولوا الوصول إلى معادلة ØªØªÙŠØ Ù„Ù‡Ù… Ùرصة الدراسة، وواÙقت إدارة المعتقل على هذه الرغبة، واستعدت جامعة بيرزيت الÙلسطينية بتبني الأمر والإشرا٠على الانتساب، وتسلم المعتقلون طلبات امتØان القبول، ودÙع بعضهم رسوم دخول الجامعة، إلا أن السلطات عادت وتراجعت عن مواÙقتها وطوت المسألة [23].
ÙÙŠ أعقاب رÙض إدارة مصلØØ© السجون Ù„Ùكرة الانتساب للجامعات الÙلسطينية، كونها تدرك أنه لو ÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ للأسرى للانتساب للجامعات العربية والÙلسطينية نسبة كبيرة من الأسرى سيØولون السجن لمنØØ© تعليمية ÙŠØªØ³Ù„Ø Ø¨Ù…Ù‚ØªØ¶Ø§Ù‡Ø§ بالشهادات الأكاديمية التى ستمنØÙ‡ الكثير من الوعى وضمان المستقبل بعد التØرر وتوÙير الØياة الكريمة [24]ØŒ Ùمع Øرمان الأسرى من التعليم بالجامعات عموماً Øتى الجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل، بØØ« الأسرى عن بدائل سرية من غير مواÙقة إدارة مصلØØ© السجون للانتساب للجامعات الÙلسطينية، وبعد الكثير من المراسلات واÙقت بعض الجامعات والكليات على دراسة الأسرى شريطة ايجاد نظام داخلى ÙÙŠ السجون يضمن Ø´ÙاÙية ومصداقية التعليم تØت إشرا٠عدد من الأسرى من Øملة الشهادات العليا.
الأسير المØرر Ø£Øمد Øرز الله يعتبر القÙزة النوعية ÙÙŠ التعليم الجامعي يوم أن استطاع الأسرى إدخال المقررات الدراسية، ويوم أن Øصل الأسرى على أرقامهم الجامعية، وتمتعوا بØقوق الطالب الÙلسطيني خارج السجون، شعرنا بالجدية Øينما خصمت العلامات عن المتغيبين ÙÙŠ المØاضرات، والمقصرين بدراستهم ÙÙŠ الامتØانات [25].
وص٠الأسير المØرر رائد غباين العملية بالشاقة، والتي بدأت بتدريس بعض المساقات ÙÙŠ " تخصصات اسلامية كالسيرة النبوية، والأØكام، والÙقه " ÙˆÙ…Ù†Ø Ø´Ù‡Ø§Ø¯Ø© إنهاء مساق للأسير من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، ÙˆÙÙŠ العام 2008 تم Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ شهادة الدبلوم من الكلية " تخصص خدمة اجتماعية، وتأهيل دعاة، ومØÙظين، واشترطت الكلية للمواÙقة على البرنامج وجود مشرÙين من الأسرى ÙŠØملون درجة البكالوريوس Ùما Ùوق، يقومون بالمØاضرات طوال الأسبوع عدا الجمعة والسبت بسبب منع زيارات الغرÙØŒ واقتصرت الدراسة ÙÙŠ أقسام يتواجد بها أسرى من Øركة Øماس للإشرا٠عليه، الأمر الذى لم يلب رغبة المجموع من الÙصائل الأخرى، ولكننا اعتمدنا على النسخ للكتب بسبب وجود نسخ Ù…Øدودة وأعداد كثيرة من المنتسبين للبرنامج، الأمر الذى جعل الأسير ينسخ بيديه ما يقارب من الثمانية كتب من المقررات، Ùإذا نظرت الى الغرÙØ©ØŒ تجد ذاك الطالب ينسخ على الطاولة، وثاني يشاركه Ùيها، وثالث يضع كرتونة على سلة الخضروات ليجعل منها طاولة للنسخ، ورابع يجلس على البرش "سرير النوم" ويضع صينية بلاستيكية على قدميه جاعلا منها طاولة، وتجد الغرÙØ© كخلية Ù†ØÙ„ØŒ والآخرين من الأسرى ممن لا يدرسون تجدهم كالأم الØنون، يوÙرون لهم الهدوء، ويØضرون لهم الشاي والقهوة، ويقومون بأعباء التنظي٠ÙÙŠ الغرÙØ©ØŒ Øتى يتمكن الطلاب من النسخ والقراءة، وبعدما Øصل الأسرى على الدبلوم انصب اهتمامهم للبØØ« عن جامعة Ùلسطينية أخرى ØªÙ…Ù†Ø Ø´Ù‡Ø§Ø¯Ø© البكالوريوس، وبالÙعل واÙقت جامعة الأقصى على المشروع الذى كان بمثابة تØد للسجان [26].
واستطاع عدد كبير من الأسرى الØصول على شهادة البكالوريوس من جامعة الأقصى التي اØتÙلت ÙÙŠ نهاية أغسطس 2015 بتخريج الÙوج الØادي والعشرين من طلابها تØت شعار" Ùوج الأسرى والمسرى", Øيث كان من ضمن الطلبة الخريجين قرابة 256 أسير من بينهم Ù…Øررين، وآخرين مازالوا داخل المعتقلات، وتزين ØÙÙ„ التخرج بصور الأسرى الذين تØدوا الصعاب ÙˆØصدوا Ø£Ùضل الدرجات العليا [27].
لم يكت٠الأسرى بالØصول على شهادة البكالوريوس بل سعوا للØصول على الدراسات العليا، وواÙقت جامعة القدس أبو ديس على الانتساب لها تØت إشرا٠الدكتور النائب مروان البرغوثي المتواجد ÙÙŠ سجن هداريم، وتخرج عدد منهم على يديه أمثال الأسير : إسلام ØµØ§Ù„Ø Ø¬Ø±Ø§Ø± من مدينة جنين شمال الضÙØ© الغربية، والأسير Ù…Øمود ابو سرور من بيت Ù„ØÙ…ØŒ والأسير عبد الناصر عيسى وجميعهم من برنامج الدراسات الإقليمية تخصص دراسات إسرائيلية[28]ØŒ والأسير رشيد نضال صبري الذى أنهى رسالة الماجستير من جامعة بيرزيت وهو ÙÙŠ معتقل عوÙر، وكانت رسالته ÙÙŠ إدارة الأعمال بعنوان "إدارة الجودة ÙÙŠ الصناعات الÙلسطينية للبرمجيات"ØŒ والأسير طارق عبد الكريم Ùياض الذى ناقش رسالة الماجستير من جامعة القدس ابو ديس، وكانت رسالته Øول " تأثير الانتÙاضة على الاقتصاد الإسرائيلي " [29]ØŒ والأسير وائل عبد الله Ø·Øاينة تمكن ÙÙŠ العام 2004 من مناقشة رسالة الماجستير من معتقل عوÙر مع جامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ© الÙلسطينية وغيرهم كثر، ÙˆÙÙŠ العام 2015 كانت هنالك اتÙاقية ما بين هيئة شؤون الأسرى والمØررين وجامعة القدس المÙتوØØ© Ù„ÙØªØ Ø´Ø¹Ø¨ دراسية ÙÙŠ السجون ÙÙŠ عدد من التخصصات " كالخدمة الاجتماعية، واللغة العربية، والتربية الإسلامية " بشرط وجود لجنة مكونة من خمس مشرÙين من Øملة الماجستير والدكتوراة ÙÙŠ الأقسام[30]ØŒ بدأت هذه التجربة ÙÙŠ سجن هداريم لعدة اعتبارات " تواÙر الطاقم الاكاديمي، إقبال شديد من الأسرى على التعليم بسبب المØكوميات العالية، قلة التنقلات قياساً بالسجون الأخرى، المسؤولية والجدية والشÙاÙية ÙÙŠ التعامل مع المل٠" الأمر الذى لم يتواÙر ÙÙŠ سجون أخرى بسبب التوترات المتعاقبة كسجن ريمون، وكلما تواÙرت الشروط سيتم البدء بالبرنامج لأى سجن أو معتقل جديد، وذلك لتØقيق Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ من جانب، والقيام بالواجب الوطني من قبل الجامعة باتجاههم من الجانب الآخر [31].
3- الجامعات العربية والدولية:
استطاع عدد من الأسرى تØقيق بعض الانجازات على صعيد التعليم بمراسلة الجامعات العربية والدولية، ÙˆØصل الأسير ناصر عبد الله عبد الجواد من بلدة دير بلوط قرب نابلس على شهادة الدكتوراة تØت عنون "نظرية Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ù…Ø¹ غير المسلمين ÙÙŠ المجتمع المسلم" ÙÙŠ العام 1997 Ù…ØŒ وذلك بعد Øملة مراسلات معتمداً على مساعدة الأهل والمØامين والمؤسسات الØقوقية المختلÙØ©ØŒ Øتى تجاوبت معه الجامعة الأمريكية المÙتوØØ© ÙÙŠ واشنطن، وقدر لتلك الرسالة أن تولد ÙÙŠ الخÙاء كما عاشت سنوات ÙÙŠ طي الكتمان بسبب Ù…Øاربة إدارة السجون لتلك الظاهرة، وتمت مناقشة الرسالة عبر الهات٠المØمول المهرب ÙÙŠ معتقل مجدو، من قبل عدد من الأساتذة من جامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ© [32]ØŒ ÙˆØصل الأسير القائد مروان البرغوثى على درجة الدكتوراة ÙÙŠ العلوم السياسية بتاريخ 16/3/2010ØŒ من معهد البØوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية ÙÙŠ القاهرة، وترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور Ø£Øمد يوس٠عميد المعهد وأستاذ العلوم السياسية، والأستاذة الدكتورة نيÙين مسعد، والأستاذ الدكتور علي الجرباوي، والتي كانت بعنوان "الأداء التشريعي والرقابي والسياسي للمجلس التشريعي الÙلسطيني وإسهامه ÙÙŠ العملية الديمقراطية ÙÙŠ Ùلسطين 1996-2008" [33].
ÙˆØصل كلاً من الأسيرين إياد أبو خيزران Ùˆ قاسم عواد على شهادة البكالوريوس من جامعة العالم الأمريكية عام 2010ØŒ ÙˆØصل الأسير عبد الØاÙظ سعدى غيظان على شهادة الدكتوراة ÙÙŠ الإدارة العامة من جامعة العالم بالتنسيق مع جامعة بئر زيت بشهر ÙÙŠ أيلول لعام 2010, ÙˆØصل الأسير Øاتم Ù‚Ùيشة على شهادة الدكتوراه ÙÙŠ العلوم السياسية من جامعة العالم الأميركية بتقدير امتياز مع مرتبة الشر٠على رسالته التي كانت بعنوان "تآكل قوة الردع الإسرائيلية"ØŒ وقد أتم إعدادها داخل معتقل النقب الصØراوي [34].
4- البØØ« العلمي:
لم ينشط البØØ« العلمي ÙÙŠ السنوات الاولى للاعتقال لعدة أسباب منها :
Ø£ – وجود أولويات واهتمامات لدى المعتقلين كبناء المجتمع الاعتقالي الصØÙŠ.
ب– عدم تواÙر الكوادر المدربة على البØØ«ØŒ والتركيز على الثقاÙØ© العامة دون البØØ« والتدقيق.
ج– مجال الØياة ÙÙŠ الاعتقال ضيق بØيث لا تتعدى النواØÙŠ التي يمكن أن تبØØ« علمياً [35].
د– عدم تواÙر مكتبات علمية عامة واسعة ÙÙŠ بدايات الاعتقال.
Ù‡ – بقاء الوعى السياسي بعمقه الأيدلوجي مسيطراً، لأنه كان نمطاً لتربية المعتقل.
Ùˆ- انشغال الكوادر الأكثر وعياً بالمهام التنظيمية التي خصصت معظم وقتها ÙÙŠ العمل التنظيمي.
Ù‰ – عدم اقتناع المعتقلين بالاقتباس الأكاديمي كأسس للبØØ«ØŒ والنظر إليه كشيء من الضع٠[36].
ويرى الباØØ« أن هذا الأمر تغير ÙÙŠ أعقاب الانتÙاضات وخاصة انتÙاضة 2000 ÙÙŠ أعقاب اعتقال الكÙاءات العلمية والأكاديمية، والكوادر التنظيمية، Ùˆ Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨Ø¥Ø¯Ø®Ø§Ù„ الكتب، ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø§Ù…Ø¹Ø© المÙتوØØ© ÙÙŠ إسرائيل، والجامعات الأخرى بشكل غير رسمي، ومشاهدة الÙضائيات ومتابعة المتغيرات وخاصة السياسية.
Ùركز عدد كبير من المعتقلين على البØØ« العلمي وطبع الكثير منها ÙÙŠ مجالات منوعة ÙÙŠ مجال الاعتقال والقانون الدولي، والديمقراطية، والمتغيرات السياسية ومستقبل المنطقة، ÙˆÙÙŠ الأÙكار والبرامج والØركات الوطنية والإسلامية والقضية الÙلسطينية، ÙˆÙÙŠ الشأن الإسرائيلي، والأمن، والمنظومة الدولية، ÙˆÙÙŠ شروط النهضة والØضارة وغير ذلك من المجالات.
رابعا- تعلم اللغات:
تميز المعتقلون باهتمامهم الكبير ÙÙŠ تعلم اللغات وخاصة العبرية التي كانت Ù…ÙØªØ§Ø Ù„Ù„Ø§Ù†ØªØ³Ø§Ø¨ للجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل، وقراءة المجتمع الإسرائيلي من خلال وسائل الاعلام المتواÙرة بشدة لعدم منع الÙضائيات العبرية، وقوة البث الإذاعي للقنوات العبرية وخاصة أثناء التغطيات للأØداث الميدانية والعمليات العسكرية وما يخصهم ÙÙŠ المÙاوضات السياسية، ولوجود الصØ٠العبرية وإمكانية الاشتراك بها، وهنالك ثلاث عوامل جعلت المعتقلون الÙلسطينيون أكثر اهتماماً بتعلم اللغات عامة ÙÙŠ المعتقلات وهى:
الأول: تبلور الØركة الثقاÙية والÙكرية، وبروز وعى لدي المعتقلين بأهمية تعلم اللغات، لأنها تشكل جسراً Ù†ØÙˆ الاستÙادة مما وصل إليه ÙˆØصَّله الآخرون، وهذا ما ÙŠÙسر Øماس الكثير من المعتقلين لتعلم اللغة الانجليزية والÙرنسية والإسبانية ÙˆØتى الروسية.
الثاني: هذا العامل ارتبط باللغة العبرية والذى جاء استجابة للØاجة ومتطلبات الواقع، أي لمعرÙØ© ما يدور Øولهم، وكذلك لمخاطبة الإدارة والسجان، وتقديم المطالب وغير ذلك من Øاجات يومية.
الثالث: هو مركب بين ما هو نضالي وما هو معرÙÙŠØŒ وتمثل ÙÙŠ السعي للتعر٠على العدو، وتÙØص بواطن قوته وضعÙÙ‡ بغية أخذ ذلك بالØسبان لدي صياغة البرامج والتوجهات النضالية [37].
لذا نجد الكثير من الأسرى يتقنون اللغة العبرية[38] ØŒ ووجد الباØØ« عدداً كبيراً من المعتقلين توجهوا أيضاً لدراسة اللغة الانجليزية لعدة أسباب :
1- تواÙر الكتب التعليمية من خلال الصليب الأØمر والأهالي.
2- عدد كبير من الأسرى من يملك الأرضية للتعليم الذاتي للغة الانجليزية بسبب دراستهم لها ÙÙŠ المدارس والجامعات.
3- تواÙر المدرسين من Øملة الشهادات والأكاديميين ممن يتقنون اللغة الانجليزية.
4- الØالة التناÙسية ÙÙŠ تعلم اللغات بين الأسرى.
5- إجبار طلبة الجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل على اجتياز خمسة مستويات كشرط لتسجيل الكورسات المتقدمة الأربعة قبيل التخرج.
6- كانت لغة المؤسسات الدولية والØقوقية أثناء زياراتهم للسجون للاطلاع على Ø£Øوالها كالصليب الأØمر الدولي.
وهنالك عدد قليل من الأسرى اللذين تعلموا اللغة الÙرنسية من أسرى التØقوا بالثورة الÙلسطينية وعاشوا ÙÙŠ دول المغرب العربي وخاصة الجزائر، وآخرون تعلموا الروسية من طلبة اعتقلوا خلا عودتهم من روسيا ودول شرق أوروبا، وآخرون تعلموا لغات متÙرقة.
على سبيل المثال لا الØصر المناضلة " عايدة سعد " تعلمت اللغة العبرية ÙÙŠ السجن منذ السبعينات ودرستها لغيرها من الÙتيات المناضلات [39]ØŒ وأخريات علمن المناضلات العبرية كالأسيرة لينا الجربونى، وآمنة منى، وأسيرات انتسبن للجامعة المÙتوØØ© ÙÙŠ اسرائيل كالأسرى، أما على صعيد المعتقلين Ùأسرى الداخل المØتل كان لهم الÙضل الكبير ÙÙŠ تعليم الأسرى اللغة العبرية، كونهم تعلموها ÙÙŠ المدارس، واختلطوا بالمجتمع الإسرائيلي قبل الاعتقالي، ومع مر سنين الاعتقال تواÙر عدد كبير من المعلمين الأسرى وخاصة القدامى ممن لا Øصر لهم ÙÙŠ تعليم اللغة العبرية ÙÙŠ السجون.
لقد وسَّع تعلم اللغات اطلاع المعتقلين، ونوَّع تجاربهم، وزاد مصادر معلوماتهم، ÙˆÙØªØ Ù‚Ù†ÙˆØ§Øª أخرى لكسر الØصار عنهم، ما يبرهن أن المعتقلين الÙلسطينيين والعرب كان لديهم إصرار نادر على استثمار الوقت خل٠القضبان، Ùيما هو Ù…Ùيد وناÙع، وتشكل اللغات صورة ايجابية من صور كثيرة ÙÙŠ تجربة المعتقلين بعضها وثق كتابياً، والكثير منها لم يوثق، من هنا Ùان الاهتمام باللغات وتعلمها وتناولها من مناضل متعلم إلى مناضل تلميذ، هى شكل ابداعى، يدلل أن المعتقلين استوعبوا مرØلتهم بشكل دقيق، وتعلموا كي٠يقلبون السØر على الساØر، جعلت اللغات بشكل عام المعتقلين يخترقون ليل الاعتقال المعتم ويطلعون على ثقاÙات الشعوب الأخرى [40].
خامسا: تعلم القرآن الكريم وأØكامه ÙˆØÙظه:
اهتم الأسرى ÙÙŠ السجون بالجانب الروØاني والعبادات، لأن طبيعة الإنسان أي كان دينه وجنسه يكون أقرب إلى الله ÙÙŠ الضيق من أي وقت مضى، Ùيكثر الأسير من الصلاة والصيام ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯Ø§Øª ÙÙŠ الزنازين والمعتقلات، واعتنى الأسرى بقراءة القرآن الكريم وتعلموا من خلال الجلسات اليومية وخاصة ÙÙŠ أقسام الجماعة الإسلامية Ø£Øكام التلاوة والتجويد، وهنالك أعداد كبيرة من الأسرى من ØÙظوا القرآن عن ظهر قلب.
الأسير المØرر أسامة أبو Øرب اعتبر أن القرآن الكريم ÙÙŠ السجون شكل مادةً للصبر وقت العسر للأسرى، وزاد للتزود منه خل٠القضبان، Ùكان المØطة التي Ø§Ø³ØªØ±Ø§Ø ÙÙŠ ظلها الأسرى عند اشتداد الكرب، ووجدوا ÙÙŠ كنÙÙ‡ ما يقوى عزائمهم Ù„Øظة التعب والضعÙØŒ Ùكانوا Ø£Øوج من غيرهم للØظات قرب من الله عز وجل، وتØدث عن دور المشايخ الكبار ممن أجادوا تعليم القرآن وأØكامه وتجويده قبل الاعتقال، Ùعلموا الأسرى الجدد من خلال الØلقات الجماعية، أو المØدودة بين عالم ومتعلم، ولم يقتصر ØÙظ القرآن على أسرى Ùصائل المقاومة الإسلامية (الجهاد الإسلامي ÙˆØماس)ØŒ بل هنالك عدد كبير من أسرى Øركة ÙØªØ Ù…Ù…Ù† ØÙظوا القرآن وكتبوه بخط اليد ليثبّتوه، والأسير إبراهيم البيادسة اعتقل رÙيقاً ÙÙŠ تنظيم الجبهة الشعبية لتØرير Ùلسطين ومØكوماً بالمؤبد لمدى الØياة وتمكن من ØÙظ القرآن كاملاً أثناء الاعتقال[41].
الأسير المØرر مصعب البريم قال : كنا نهرب إلى القرآن الكريم لنØيا بمعيته قبل أن يقتلنا الوقت والسجان وظلمة الاعتقال، Ùوجدنا Ùيه خير أنيس، كوننا كنا ÙÙŠ أجواء Ù…Øنة وعذاب وقهر، وبيئة معقدة التركيب تØتاج لاستراØات روØانية، والوقت منØنا القدرة على التناÙس على ØÙظه، واللجان الثقاÙية Ø£Ùرزت جزء من ميزانيتها لتشجيع وتØÙيز الأسرى على ذلك، مما جعل الأسرى ÙŠØÙظون سور لا تقل عن Øزب وأكثر ÙÙŠ اليوم الواØد، والأسرى تمكنوا من ØÙظ القرآن ما بين عام إلى عامين، وجمع سجن Ù†ÙØØ© ما يقارب من الأربعين ØاÙظاً للقرآن الكريم، ومثيل ذلك العدد " أقل أو أكثر " ÙÙŠ سجون ومعتقلات أخرى، ودخل علم السند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم Ù„ØÙظة القرآن إلى السجون بوجود الشيخ الدكتور عيد دØادØØ© ÙÙŠ العام 2008 ÙÙŠ سجن ريمون ومن ثم انتشر إلى باقى السجون، وتلقى عدد من الأسرى على يديه وتلاميذه الشهادات المصدقة من وزارة الأوقا٠[42].
ونظم الأسرى عملية تØÙيظ القرآن الكريم ÙÙŠ السجون لمنØهم الشهادات التأهيلية والمتقدمة ÙÙŠ Ø£Øكام التلاوة والتجويد بالتعاون مع وزارة الأوقا٠والشؤون الدينية الÙلسطينية، وكونت لجان للامتØانات ومشرÙين ÙÙŠ كل قسم، ومجموعات للتØÙيظ ÙˆÙÙ‚ مستوى الأسرى سميت بالتأسيسية للمبتدئين ومتقدمة وتأهيلية للجاهزين لتقديم الامتØانات النهائية، وتم تقديم الشهادات التي اعتز بها الأسرى وذويهم ÙÙŠ اØتÙالات عامة لتكريمهم.
ÙÙŠ نهاية الدراسة يمكن القول أن كل مخططات إدارة مصلØØ© السجون بتØطيم إرادة الأسرى، وتØويلهم إلى عبء يثقل كاهل المجتمع بعد تØريرهم قد باءت بالÙشل، بل استطاع عموم الأسرى أن يبنوا ذواتهم ثقاÙياً وأكاديمياً، وخرجوا من السجون والمعتقلات كوادر تنظيمية تملك تجربة نضالية واعتقاليه أكثر من ذي قبل، وقادة سياسيون وعسكريون Ùهموا Øقيقة عدوهم بأكثر وعى ÙˆØكمة ودراية وعمق، وشاركوا ÙÙŠ مجتمعاتهم كخبراء ومختصين، وكتاب وأدباء وصØÙيين، Ùانخرطوا ÙÙŠ المؤسسات الرسمية والأهلية والÙصائل الوطنية، قادة ومÙكرين، وأمناء لتنظيماتهم وأعضاء مجلس وطني ووزراء Øكوميين.
وقبل النهاية لابد من الإشارة أنه لم يقصد من خلال هذه الدراسة القول بأن كل المعتقلين على الإطلاق يخرجون من المعتقل بذات المستوى من الكÙاءة الثقاÙية، والقدرة الإبداعية، والمكانات العلمية والأكاديمية، Ùهنالك من رغبوا عن المشاركة الÙعالة بنÙس الهمة، ولكن بالعموم خرَّجت المعتقلات أناس قادرون ومبدعون ساهموا ÙÙŠ عملية النضال الÙلسطيني ÙÙŠ مختل٠المجالات على كل المستويات [43].
المصدر/ Ùلسطين اليوم