مؤسسة مهجة القدس ©
زوجة خضر عدنان تروي اللØظات الأخيرة لإضراب زوجها
Øين ذهبت رندة خضر عدنان (33 عاماً)ØŒ مساء الأØد إلى مستشÙÙ‰ "صرÙند" العسكري الإسرائيلي، لزيارة زوجها الأسير خضر عدنان، لم تكن ÙˆØيدة، بل كانت مسلØØ© بكثير من الإيمان والأمل وستة أطÙال.
أمام Øاجز الجلمة العسكري قرب مدينة جنين، وقÙت هذه المرأة تنتظر مع أطÙالها ساعات ظهر الأØد، قبل أن ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ø§ جنود الاØتلال بالمرور إلى الجهة المقابلة، Øيث تنتظر سيارات الصليب الأØمر الدولي لتنقلها إلى المستشÙÙ‰. كانت رندة تقول لأطÙالها الستة "سو٠نمضي هذا العيد مع أبيكم، وسأصنع كعك العيد".
"كانت رندة تقول لأطÙالها الستة "سو٠نمضي هذا العيد مع أبيكم، وسأصنع كعك العيد"
"كعادة الأمهات، أعطت أطÙالها الكثير من Ø§Ù„Ù†ØµØ§Ø¦Ø ÙÙŠ الطريق، Øين قالت لهم "سو٠نذهب لنرى والدكم وهو Ù†Øي٠جداً لأنه مريض، لا تسألوه عن مرضه بل العبوا واضØكوا معه، ولا تخاÙوا من الجنود الإسرائيليين ÙÙŠ غرÙته".
الأطÙال جميعهم، أكبرهم عشرة أعوام وأصغرهم عام ونص٠العام، أنصتوا للأم، وكان الثلاثة الكبار؛ معالي، بيسان وعبد الرØمن، أكبر سند لها ÙÙŠ رعاية التوائم الثلاثة Ù…Øمد وعلي ÙˆØمزة، ÙÙŠ أطول ليلة مرت عليهم خارج البيت، Øين أمضوا ليلتهم ÙÙŠ ساØØ© مستشÙÙ‰ صرÙند العسكري.
كان من المتوقع أن تنتهي الزيارة بعد 45 دقيقة، وتخرج رندة وأطÙالها ووالدا خضر عدنان، والدموع ÙÙŠ عيونهم بعدما شاهدوا Øياة خضر تذوي، ÙÙŠ ظل Ù…Ùاوضات عنوانها المماطلة.
تقول رندة "لقد صدمني مظهره عندما رأيته، لكنني ابتلعت صدمتي، وتذكرت Øديثي لأطÙالي واقتربت منه بابتسامة".
قرب صندوق كبير امتلأ بمناديل مبللة بالدم، كان ÙŠÙخرجه خضر من جوÙÙ‡ عند سعاله، جلست رندة، وأمسكت بيده على الرغم من أنها وزوجها ليسا من النوع الذي يظهر مشاعره أمام Ø£Øد، لكنها وجدت يدها تمسك يده، واليد الأخرى بقدمه، وتهمس له: "كم تستطيع أن تصمد؟ ساعتين، أم يومين، قل لي كم تستطيع، ولن أغادر وأولادي المستشÙÙ‰ من دونك".
"كم تستطيع أن تصمد؟ ساعتين، أم يومين، قل لي كم تستطيع، ولن أغادر وأولادي المستشÙÙ‰ من دونك"
تقول "كان جسده بارداً. كان زوجي ÙˆØب Øياتي يموت أمام عيني، والمطلوب مني أن أزوره وأعود باكية، لكنني لم Ø£Ùعل، ولم ير سجانوه دموعي أبداً". وتضي٠"لم أدرك إلا وقد قطعت له وعداً ألا أتركه لوØده، بين عشرات جنود الاØتلال وهو يذوي ويموت ببطء".
خرجت الزوجة بعد انتهاء الزيارة التي استمرت 45 دقيقة، لم تذر٠دمعة واØدة، "Ùهذا وقت الصمود وليس الدموع"ØŒ وأمام ساØØ© مستشÙÙ‰ صرÙند، أعلنت اعتصامها وإضرابها عن الطعام هي وأطÙالها الستة، وجلس الوالدان معهم على رصي٠المستشÙى، وخيمت الصدمة على طواقم الصليب الأØمر، والشرطة والضباط الإسرائيليين، للخطوة غير المتوقعة.
ÙÙŠ السادسة من مساء يوم الأØد، بدأت أطول ليلة ÙÙŠ مستشÙÙ‰ صرÙند العسكري، أم وأطÙالها الستة ÙÙŠ باØØ© المستشÙى، ووالدان ضعيÙان يجلسان معهم، والكل يتÙاوض معها لتذهب إلى البيت، لأن اتÙاق إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø®Ø¶Ø± عدنان ما زال ÙŠØتاج لمزيد من الوقت كي ينضج. لكن المرأة ظلت ترÙض.
بعد دقائق من اعتصامها، بدأت تتصل بوسائل الإعلام والناشطين ÙÙŠ كل مكان، وتدعو نواب الكنيست العرب والÙلسطينيين للتضامن معها ÙÙŠ ساØØ© المستشÙى، بعد Ù†ØÙˆ ثلاث ساعات كان هناك العشرات من المتضامين، ونواب الكنيست، يتقدّمهم أسامة السعدي، المكل٠بلجنة الأسرى ÙÙŠ الكنيست، والذي أدار Ù…Ùاوضات اللØظات الأخيرة، ÙˆØنين الزعبي التي Øشدت العشرات من المتضامين ÙÙŠ ساØØ© المستشÙÙ‰.
كما الإضراب السابق عام 2012ØŒ أدارت رندة بمÙردها Øملة إعلامية لنصرة زوجها، سواء عبر التواصل مع الإعلاميين والنشطاء، أو المشاركة ÙÙŠ مسيرات التضامن معه والمؤتمرات الصØاÙية ÙÙŠ المدن الÙلسطينية. وعادة ما كانت تصطØب ثلاثة من أبنائها على الأقل، وتترك الآخرين لدى عائلة زوجها.
لم تبك يوماً أمام وسائل الإعلام، أو أمام الزائرين. ÙˆÙÙŠ Ù„Øظاتها النÙسية الصعبة كانت تغلق هاتÙها ساعتين أو ثلاث ساعات، لتتمالك قوتها وتعود من جديد تتØدث عن "انتصار زوجها ÙÙŠ معركته" بهدوء وثقة.
"اقترب الأطباء كي يعطوه بعض السوائل ليوق٠إضرابه، لكن خضر رÙض، وأصر أن "من يوق٠إضرابي أمي وزوجتي"ØŒ Ùدخلت رندة وأمه إلى غرÙته؛ الأولى ناولته ملعقة من لبن، والثانية ملعقة من شوربة "أرسلت رندة صرخات الاستغاثة عبر جميع المنابر، الصØاÙية والإعلام الاجتماعي، والمتضامين الÙلسطينيين والإسرائيليين والأجانب، لتتØول الساØØ© ما بين قسم الطوارئ وقسم الباطنية ÙÙŠ المستشÙÙ‰ إلى قسم طوارئ من نوع آخر، لم تتوقعه قوات الاØتلال، والتي أدركت أنها لن تستطيع قمع امرأة وأطÙالها ووالدي زوجها المسنين أمام الكاميرات، ولن تستطيع قمع المتضامين الذين بدأوا يصلون من كل مكان Ù…ØªØ§Ø Ù…Ù† القدس والأراضي الÙلسطينية المØتلة عام 1948.
ÙÙŠ العاشرة مساء، استؤنÙت المÙاوضات مرة أخرى، بØضور المØامي جواد بولس، وعضو الكنيست العربي أسامة السعدي، Ùيما تم منع Øنين الزعبي من الوصول إلى غرÙØ© الأسير عدنان.
تØت شباك غرÙØ© عدنان وق٠المئات من المتضامين مع زوجته وأطÙاله يهتÙون "ثورتنا ثورة إنسان. أعلنها خضر عدنان"ØŒ Ùما كان من خضر الذي سمع الهتاÙات، إلا أن طلب بتجميد المÙاوضات بضع دقائق ليسمع صوت الهتاÙات، كما نقلت زوجته عن السعدي.
ÙÙŠ الثانية عشرة منتص٠الليل، انتهت أطول ليلة من ليالي مستشÙÙ‰ صرÙند، بعدما أعلن Ù…Øامي نادي الأسير جواد بولس التوصل إلى اتÙاق نهائي يضمن إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø®Ø¶Ø± عدنان ÙÙŠ 12 يوليو/تموز، ويقصر مدّة اعتقاله، مع التزام بعدم اعتقاله ثانية على التهم السرية ذاتها التي تدعيها النيابة العسكرية الإسرائيلية والمخابرات.
اقترب الأطباء كي يعطوه بعض السوائل ليوق٠إضرابه، لكن خضر رÙض، وأصر أن "من يوق٠إضرابي أمي وزوجتي"ØŒ Ùدخلت رندة وأمه إلى غرÙته؛ الأولى ناولته ملعقة من لبن، والثانية ملعقة من شوربة، ليعلن وق٠إضرابه، ÙˆÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù„Ø£Ø·Ø¨Ø§Ø¡ بالاقتراب منه Ù„ÙØصه لأول مرة منذ 56 يوماً.
تقول زوجته "ÙÙŠ الطريق إلى غرÙØ© خضر كي يوق٠إضرابه، كان الضباط والجنود ينظرون إليَّ بØقد كبير، والكاميرات تتسارع لتلتقط لي صورة وهم يبتعدون كنت أمشي وأمه بكرامة وعزة، وهم يبتعدون خوÙاً من أن ترصدهم الكاميرات كسجانين".
وتضي٠"لن أنسى ذلك الضابط ذا الرتب الكبيرة عندما اقترب مني قائلاً أمام غرÙØ© خضر: هو عنيد، لكنك أعند منه".
المصدر: العربي الجديد