الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    نحتاج أرواحهم لا أجسادهم!

    آخر تحديث: السبت، 02 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    سلّم الاحتلال جثامين 91 شهيداً ممن كان يحتجزهم لديه في (مقابر الأرقام) منذ سنوات، حيث دأب الاحتلال على أن يودِع في هذه المقابر من كان يقضي من رجال المقاومة الفلسطينية خلال المواجهات معه، أو من ينفذون عمليات استشهادية.
    جميل أن يعود رفات الشهداء بعد سنوات طويلة ليدفن على مقربة من ذويهم الذين حرموا رؤيتهم بعد استشهادهم، لكننا هنا لا بدّ أن ننظر للأمر من زاوية مقابلة، لأنه عملياً ما من قيمة للجسد حين تغادره الروح، ولن يبدو إنجازاً كبيراً هذا الذي ينبش الآلام ويعيد إنضاج الجراح ويستحضر الدموع بعد كلّ هذه السنين. مع تقديري للقيمة المعنوية التي يستشعرها ذوو الشهيد حين يكون رفاته مدفوناً قربهم. 
    تعلّل المصادر الصهيونية الخطوة بأنها بادرة حسن نية تجاه الرئيس عباس، ومحاولة للدفع بمسيرة المفاوضات إلى الأمام بعد تعثرها مدة طويلة. وهنا علينا أن نتوقف لنتساءل عن مغزى التوقيت لبادرة حسن نيّة كهذه، ولماذا يكون عنوانها محمود عبّاس؟ ولماذا تبذل لإحياء مشروع يناقض ما عمل له هؤلاء الشهداء جميعا وما استشهدوا من أجله؟!.
    أغلب الظنّ أن الاحتلال بادر لتسليم الجثامين بعد أن أدرك أن الاستمرار في احتجازها ليس ذا جدوى، وخصوصاً بعد مفاوضات صفقة (وفاء الأحرار) التي استشعر خلالها أن التركيز من الطرف الفلسطيني كان على الأسرى في مدافن الأحياء وليس على الجثامين في مقابر الأرقام، وحسناً فعل مفاوضو الصفقة حين لم يشعروا الجانب الصهيوني بأن العدد الكبير للجثامين المحتجزة بات يداً مؤلمة يمكن الضغط من خلالها على المفاوضين لابتزاز تنازلات على حساب ذوي المؤبدات المعتقلين لدى الاحتلال، لأن الحيّ أبقى من الميت، والعمل لتحريره أوجب من العمل لتحرير الجثامين. مع تقديري لكل الجهود التي بذلها مفاوضو الصفقة ومحاولتهم لتضمين الجثامين فيها، إضافة إلى الجهود الشعبية التي حملت همّ الشهداء المحتجزين وساهمت في حصر أسمائهم وأعدادهم!.

    لكننا اليوم، ونحن نستعد لاستقبال رفات أبطالنا الشهداء نبدو في أمسّ الحاجة لاستحضار أرواحهم، ولتكديس ذلك الكم الأسطوري من بطولاتهم في وعينا ونفوسنا، ولأن نحاول بثّ أرواحهم الفذّة في خلايا الأجيال الجديدة التي لم تواكب مرحلة مقاومتهم ونضالهم، ولم تتعرف سابقاً إلى فعلهم، ولا عايشت قاماتهم الرفيعة، تماماً كما أننا في أمس الحاجة لاسترجاع ذكريات مراحلهم، وللوقوف ملياّ عندها، علّنا نبصر جيّداً كيف كان الزمن غير الزمن هذا، والروح الوطنية غيرها الآن، ونضارة الإحساس بقيمة المقاومة وأفضلية مشروعها غيرها الآن أيضا!. 
    لا نريد لهذا الحدث أن يكون مجرد محطّة للمتاجرة ببقايا الأشلاء كما تتم المتاجرة ببقايا الثورة الغاربة عن أفق من سيبهجهم أن يضاف إلى رصيدهم مجهودهم الوهمي في استرداد الجثامين، محاولين النّفخ في أوصال مشروعهم المهترئ عبر ديباجة تدّعي الانتماء للنضال والوفاء للشهداء، رغم رسوب أصحابها في امتحان الوفاء القيم المقاومة ومن ينتسبون لها، ورغم أن التباكي على من رحلوا سالفاً لن يغفر الإساءة لمن سار على دربهم لاحقاً، فلم يلقَ إلا المهانة والخذلان!

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 31/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية